نشأت جدة على شاطئ البحر وظلت قرونا طويلة محتفظة بقربها من البحر، تاركة بينها وبين الأودية التي تتخلل جبال السروات مسافة كفيلة بعدم مداهمة السيل لها، ففي المسافة التي تفصلها عن الجبال وأوديتها ما يمكن أن يكفل تفرق مياه السيل في السهل المنبسط بينها وبين الجبال كما في تربة ذلك السهل ما يمكن أن يوفر امتصاصا لمياه الأمطار وتدفق السيول، فلا يصل بعد ذلك كله إلى جدة إلا ما يمكن أن تستوعبه صهاريج الماء المقامة حولها إلى أن يتدفق بيسر إلى البحر. مشكلة جدة بدأت حين تحولت جدة من مدينة تجاور البحر إلى مدينة تتداخل مع أودية جبال السروات، وذلك حين اتجهت بعمرانها شرقا، وكان الأولى بمن خططوا للمدينة أن يحافظوا على جوارها للبحر فتتمدد شمالا وجنوبا وتظل محتفظة بالمسافة بينها وبين الجبال والأودية وتبقى بذلك في مأمن من مخاطر السيول. ما حدث هو أن جدة ذهبت إلى السيول قبل أن تأتي السيول إلى جدة، وبعيدا عن التساؤل عن غياب التخطيط عن طبيعة جدة كمدينة بحرية وكذلك التساؤل عمن أغرى الناس بمخططات تقع في بطون الأودية، فالتعامل ينبغي أن يتم مع الأمر الواقع، بحيث تتم حماية الأحياء التي تقع شرقي جدة بسلسلة من السدود لا تحمي تلك الأحياء فحسب، بل تحمي جدة بأكملها، التي لم تعد بينها وبين الجبال سهول كفيلة بتخفيف حدة اندفاع السيول، فضلا عن أن تمتص شيئا من مياهها المتدفقة. غير أن السدود وحدها لا تكفي فقبل إنشاء السدود لا بد من التفكير الجدي في تصريف ما سوف يتجمع خلفها من أمطار وذلك لكي لا تتحول السدود إلى مصدر لخطر أشد تدميرا وأعنف تأثيرا. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة