ثمة صمت مهول يكتنف المواقع الملوثة بيئيا، ولا يفوقه إلا صمت الآثار الناجمة عن ذلك التلوث، والذي يودي بحياة الإنسان من خلال أمراض قاتلة كالسرطان مثلا.. هذه المواقع الملوثة كان أشهرها (حمراء الأسد) في المدينةالمنورة، كون قضيتها انتقلت للإعلام، وأصبحت مادة صحافية، إلا أن هناك عشرات المواقع ما زال الصمت والغموض يحاصرانها ويمنعان الالتفات إليه.. وقرية حقال (شرق محافظة الليث) تسربت إلى الاعلام المرئي، رافعة صوتها وصوت 65 قرية من انتشار مرض السرطان بسبب تلوث مياهها، والتي يحملونها مسؤولية وفاة 82 مواطنا (ماتوا بداء السرطان)، وحين كانت قناة العربية تدور بين سكانها سجلت من أفواههم كلاما خطيرا لم يتنبه له أحد، إلا أن المحزن أن هؤلاء المواطنين غدوا يتعاملون مع السرطان كمرض عادي (لكثرة انتشاره في قريتهم).. وإصرار سكان قرية حقال على أن المياه سبب في وفاة الكثير منهم بالسرطان (وإصابة آخرين ما زالوا على قيد الحياة) لم ياتِ تخمينا، بل هناك دراسة وأبحاث أجرتها وزارة الصحة أكدت أن أسباب انتشار السرطان في قرية حقال بسبب إمداد هذه القرية بمياه ملوثة. وعلى رأي الدكتور علي عشقي، أن المياه تصبح مسببة لمرض السرطان عند وجود مادة العنصر الثقيل للكبنت والكرومين في المياه التي يستخدمها أهل القرية أو وجود مدافن لنفايات طبية. ولو فتحنا هنا قوسا كبيرا عن مدافن النفايات الصحية فسوف نبكي كثيرا، لكون هذه النفايات لا يهتم بها أبدا وتدفن كيفما اتفق، فقد كانت تدفن في المدفن شرق الخط السريع في مدينة جدة، ولا نعرف كيف يتم دفن هذه النفايات. ولو عدنا لقرية حقال (وهي ليست القرية الوحيدة، بل هناك 65 قرية كما ورد في تقرير قناة العربية يصاب أهلها بالسرطان)، فإن الحل الأمثل إيقاف مصدر المياه الحالي واستبداله بمياه محلاة (خاصة أنها لا تبعد عن مكة سوى 20 كيلو مترا)، وكذلك إيجاد مركز صحي ميداني متخصص للكشف على من تبقى من أهل القرية، وتحويل المصاب منهم بالسرطان إلى المستشفيات الكبيرة والمتخصصة. هذا هو الحل الأمثل!! ويبدو أن أهالي القرية أوصلوا شكواهم لخادم الحرمين الشريفين، فصدرت أوامر ملكية بحفر آبار إرتوازية لهذه القرية (وبقية القرى المتضررة)، إلا أن وزارة المياه وضعت التوجيه السامي في أدراجها وأغلقت عليه بالضبة والمفتاح وتجاهلت الأمر وكانه لم يكن، ما حمل أهالي قرية حقال إلى شكوى وزارة المياه لدى حقوق الإنسان، وعندما أهملتهم هذه الجهة توجهوا إلى ديوان المظالم لمقاضاة الوزارة (وكله مطنش). وهذا يعطينا إشارة جيدة لاهتمام وزارتي الصحة والمياه بالمواطن.. فماذا يعني أن يموت سكان قرية ليست (على الخارطة) أو ليست أمام فلاشات الكاميرا.. ماذا يعني؟ وقبل هذا وذاك، على الصحافة الآن أن تفتح عينيها لملف دفن النفايات الطبية، والتنقيب وراء سر انتشار أمراض السرطان في البلد بهذا التزايد المخيف، خاصة أن دفن النفايات الطبية شبيه بما يحدث في التخلص من مياه الصرف الصحي، أي أرميها (على يدك اليمين إن شاء الله في وسط البلد).. والكشف الإعلامي ربما يقود وزارة الصحة لأن تحمر عينها لمن يدفن النفايات الطبية في الأحواش الخلفية.. المهم، من ينقذ قرية حقال من تعنت وزارة المياه، ويتوسط لهم لدى وزارة الصحة كي تتابع تفشي مرض السرطان في القرية.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة