تكاتفت عدد من القوى الغربية، أمس، لدعوة الرئيس المصري حسني مبارك، الذي يواجه أسوأ انتفاضة شعبية تنادي بتنحيه، لبذل جهوده لمنع إراقة الدماء وإجراء تغيرات سياسية جذرية سريعاً وانتخابات جديدة مفتوحة. ففي لندن حث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الرئيس المصري حسني مبارك على تسريع الإصلاح السياسي وبناء الشرعية الديمقراطية، حين تحدث إليه شخصياً عبر الهاتف. ودعا كاميرون في بيان مشترك أمس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول الأوضاع في مصر، مبارك إلى «إظهار الاعتدال وتجنب استخدام العنف ضد المتظاهرين، واحترام حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية، والدعوة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة». وقال البيان المشترك «نشعر بقلق عميق إزاء الأحداث التي تشهدها مصر، ونحن ندرك دور الاعتدال الذي لعبه الرئيس مبارك على مدى سنوات عديدة في منطقة الشرق أوسط، ونحثه الآن على إظهار الاعتدال نفسه في معالجة الوضع الراهن في مصر». وطالب الزعماء الأوروبيون الثلاثة الرئيس المصري تجنب استخدام العنف ضد المدنيين العزل في جميع الظروف، ودعوا المتظاهرين إلى ممارسة حقوقهم بالطرق السلمية. وشددوا في بيانهم على ضرورة «تطبيق المزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي وعد بها الرئيس مبارك بسرعة وبشكل كامل يلبي تطلعات الشعب المصري». وأضاف البيان «يجب أن يكون هناك احترام كامل لحقوق الإنسان والحريات الديمقراطية، بما في ذلك حرية التعبير والاتصال واستخدام الهواتف وشبكة الإنترنت والحق في التجمع السلمي». وقال «إن الشعب المصري لديه شكاوى مشروعة وتطلعاً إلى مستقبل أفضل وأكثر عدلا، ونحث الرئيس مبارك على الشروع في عملية تحول يجب أن تنعكس في تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة وفي إقامة انتخابات حرة ونزيهة». وفي واشنطن أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن على الرئيس حسني مبارك إجراء «إصلاحات حقيقية» أبعد من مجرد تشكيل حكومة جديدة، وعقد السبت اجتماعا مع فريقه للأمن القومي لبحث الوضع في مصر. واجتمع أوباما مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض لبحث آخر التطورات في مصر حيث تواصلت التظاهرات وارتفعت حصيلة القتلى إلى أكثر من مائة. وجدد أوباما تأكيد «معارضة (الولاياتالمتحدة) للعنف» وكذلك دعوته إلى «ضبط النفس ودعم الحقوق العالمية ودعم إجراءات عملية تمضي قدما بالإصلاحات السياسية في مصر»، حسبما جاء في بيان الرئاسة الأمريكية. ولم يصدر أي موقف عن الحكومة الأمريكية على التغييرات التي أجراها مبارك الذي أقال الحكومة الجمعة وعين رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان نائبا له.