عاش أهالي مريخ الأربعاء الماضي لحظات عصيبة في مواجهة السيول التي دمرت الأبنية الشعبية داخل الحي، لتجرف معها الأحواش والمركبات والشجر أيضا. يروي شاكر المطيري مأساة ذلك اليوم قائلا «لم يتبق في منزلي أي شيء عدا أكوام الطين وبقايا الطمي». ويضيف: أسرعت مع أسرتي إلى الجبل المجاور لنحتمي من الماء، ولولا لطف الله ثم ارتفاع الموقع الذي احتمينا به لأضحينا في عداد الأموات. ويشير إلى أن السبب الرئيس وراء الأضرار التي ألحقتها السيول بوادي مريخ وخصوصا المنطقة السكنية يعود إلى أحد الأحواش التي أغلقت مجرى السيل ولم ينجح في مقاومة المياه لتنهار أجزاء كبيرة منه محولة المياه نحو منازلنا. ويؤكد سلطان عامر العتيبي أن الجهات ذات العلاقة لم تحترز بالشكل الكافي وبالطريقة المثلى، وجميع ما تم عمله مجرد اجتهادات غير علمية، مضيفا «لم يتساءل أحد رغم قوة الأمطار وارتفاع منسوب السيول المتدفقة من جهة الشرق كيف نجت قويزة والصواعد والحرازات منها وهي الشاهد الوحيد على كارثة 1430ه». ويرى العتيبي أن الاجراءات التي تم اتخاذها في عام 1430ه بإنشاء سدود وحواجز ترابية هي السبب في تلك الكارثة، ويؤكد أن إزالتها وتحويل أماكنها كانا وراء الأضرار الجسيمة والدمار الذي أصاب محافظة جدة في سيول الأربعاء الماضي. ويشير العتيبي الى أن الحل الوحيد لتفادي أية كارثة مستقبلا يكمن في إزالة جميع المعوقات عن طريق السيول، وتأمين مجار توازي عرض تلك الأودية، لافتا إلى أن السدود أو أي إجراء خلاف ذلك لن يؤدي إلى حل؛ كون المنطقة تشكو من الانحدار بحكم طبيعتها نحو الغرب بشكل ينخفض تدريجيا كلما تم الاقتراب من ساحل البحر. من جانبه، قال نجا السميري إن الأودية الشرقية لمحافظة جدة كلها سالت في أمطار الأربعاء، وخصوصا وادي الكراع شمال الحمدانية وأودية المحرق والعسلا ومريخ وقوس وغليل. مسؤول في أمانة جدة أوضح ل«عكاظ» اعتماد مشاريع لصيانة قنوات السيول القائمة وتبطينها وتمديد القناة الشرقية إلى شرم أبحر، وكذلك تبطين الجزء المتبقي بمسافة 200 متر، واستكمال تبطين القناة الجنوبية وربطها بالبحر بمسافة 600 متر، إضافة لتنفيذ الحلول العاجلة الخاصة بوادي قوس ووادي مثوب ووادي غليل، إضافة إلى مشاريع عاجلة سيتم العمل على اعتمادها وبدء تنفيذها من ترميم قنوات السيول الحالية وتوسيعها وربطها بعد تغطيتها، ومجموعة من السدود في شرق المحافظة لحمايتها من السيول.