أكد الملحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين في بيروت الدكتور منير القرني، أن الملحقية الثقافية تحرص على عدم إيجاد أية مشكلة مع المبتعثين أيا كانت وتذليل العقبات والصعوبات التي يواجهونها قبل أن تحصل. وأضاف القرني: «إن المشكلات التي تواجه الطلاب هي غالبا أكاديمية فيما يتعلق بشأن الجامعات واختيار نوع التخصص، أو التعثر في بعض المواد أو حتى اللجوء إلى التسجيل». وتابع الدكتور القرني في حديث خاص ب «عكاظ» إن كل ما يهم الملحقية هو التواصل مع الجامعات ومكاتب شؤون الطلاب فيها ونشدد على التواصل الشخصي من أجل حل مثل هذه المشكلات أو الصعوبات إن وجدت، وبهذه المسألة بالذات تتم معالجة الشؤون الأكاديمية بالنسبة للطلاب من أجل أن نوجد المناخ المناسب للتحصيل العلمي. وبعد تذليل هذه القضايا فنحن لنا دور في حل المشكلات الاجتماعية، وأن الملحقية أخذت على عاتقها حل القضايا الاجتماعية والنفسية والمعيشية للمبتعثين من أجل أن نساهم بحله، لأن الكثير من الطلاب والطالبات يأتون إلينا لطرح بعض المشكلات الخاصة، ونحن في الملحقية عندنا مجموعة من المختصين الذين يتولون حل مثل هذه القضايا لأنهم يملكون الخبرة والتجربة واقتراح الحلول، والحمد لله أنه في الفترة الماضية عالجنا الكثير من القضايا التي واجهت بعض المبتعثين». وعن علاقة الملحقية مع مطالب المبتعثين واحتياجاتهم في تلمس وحل مشاكلهم، قال الدكتور القرني ل «عكاظ»: «إن التواصل إيجابي جدا من قبل الطلاب للملحقية ومن قبل الملحقية للطلاب من خلال التواصل الإلكتروني على شبكة الإنترنت، والتواصل المباشر مع الطلاب للملحقية ومن خلال زيارة الملحقية للطلاب في جامعاتهم وكلياتهم الأكاديمية، وتلمس احتياجاتهم أيضا في مقر سكنهم، هذا ما يخص التواصل الإيجابي وأن تواصلهم مع السفارة لاشك إيجابي أيضا، لأن الملحقية جزء لا يتجزأ من السفارة. وأننا كثيرا ما نوصل بعض المسائل إلى السفارة للإسهام في حل بعض القضايا التي تعجز على الملحقية حلها». وتابع القرني: «دورنا في الملحقية والذي أضفناه وكان جديد العهد هو أن نذهب نحن إلى الطالب قبل ان يأتي هو إلينا لأن بعض الطلاب لا يعرضون المشكلة لنا، فنحن نقوم بدورنا في المكان المختص في مقر دراسته أو في مقر سكنه وتلمس هذا الاحتياج ومعالجته بما يستحق أن يعالج به». وعن إخفاق بعض الطلاب وعدم قدرتهم على مواصلة مدة الابتعاث، وعلاقتها بجاهزيتهم سواء من الناحية الثقافية أو الاجتماعية أو على المستوى التعليمي رأى القرني: «إنه في لبنان قليل من الطلاب الذين أخفقوا في دراستهم وهذه بشارة طيبة، ولكن النزر القليل من الطلاب الذين أخفقوا في دراستهم يعود إلى أسباب شخصية بحتة سواء كانت اجتماعية أو عدم تكيفه مع الوضع الأكاديمي أو ظروف العيش في البلد .. أما على المستوى الأخلاقي والسلوكي فإن الأمور طيبة جدا والحمد لله. لأن الكل منطلق إلى الخير ولا يوجد شيء يعرقل المسيرة». وعن علاقة المبتعثين كأسر وأفراد قال ل «عكاظ»: «إن وزارة التعليم العالي وافقت مشكورة على إنشاء نادي الطلبة المبتعثين في الجامعات اللبنانية وهدفه جمع الطلاب تحت مظلة واحدة، ودوره تمتين العلاقات بين المبتعثين أفرادا وأسرا وهذا يعمل على كسر البعد الذي يعاني منه الطالب في بلد الابتعاث، وأن النادي قام بدور كبير بهذا الجانب وحقق الهدف المرجو منه». وحول ما يتعلق بالمبتعثين من أصحاب الوظائف الذين قدموا إجازة طويلة أو اضطروا إلى تقديم الاستقالة من أعمالهم، وهل من إمكانية لتأمين فرص وظيفية للمبتعثين بعد التخرج قال الدكتور القرني: «إن الجهات الرسمية والخاصة في المملكة متعاونة تعاونا إيجابيا كبير مع الملحقية ومع الطلاب فما إن نرفع إلى الجهات بطلب تمديد للبعثة إلا وتتم الموافقة بموافقة استثنائية لإكمال الدراسة لحين عودتهم. أما موضوع الطلاب المبتعثين وليس لهم أعمال في الأساس فهناك استراتيجية كبيرة تقوم بها وزارة التعليم العالي فيما يتعلق بهذا الشأن وهي إحداث بعض الفرص الوظيفية في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص فيما يتعلق بتأمين وظائف لهم عند عودتهم إلى أرض الوطن. وإن وزارة التعليم العالي تقوم بدور التنسيق بينها وبين كثير من الإدارات في هذا الخصوص». ونفى القرني، ردا على سؤال حول الضغوط أو الإغراءات التي يتعرض لها المبتعث، بأنه لا يوجد مثل هذه الضغوط أو الإغراءات والحمد لله، لأن هذا ليس من طبع الطالب السعودي ولا ينسجم مع أفكاره، إنما الطالب السعودي يحمل هما واحدا وهو أن يمثل بلده التمثيل الجيد ليعود إلى أرض الوطن ويخدم الدين ثم المليك والوطن. وختم القرني موجها الشكر لمقام الوزارة ممثلة بوزير التعليم العالي ونائبه على جهودهم الكبيرة جدا والشكر بعد الله لمقام خادم الحرمين الشريفين على دعمه عملية الابتعاث، ونوجه الشكر الخاص لسفير المملكة في لبنان على دعمه المتواصل ومتابعته المستمرة بشأن الطالبات والطلاب السعوديين وقد حققوا النتائج الكبيرة على كافة الأصعدة.