بلغت الشريعة الإسلامية أعلى المراتب في اهتمامها بحقوق الإنسان، وبلغت بذلك الاهتمام بأن رتبت حقوقا للمرضى على الأصحاء حتى يتحقق لهم الأمن النفسي. وتعرف حقوق المرضى وعائلاتهم بأنها الحقوق التي تمنح للمريض وعائلته أثناء وجوده في المستشفى وحصوله على الرعاية الصحية، ويأتي دور العائلة لممارسة هذه الحقوق عندما يكون المريض غير قادر بممارسة حقوقه مثل أن يكون قاصرا في حالة فقدان الوعي أو التخلف العقلي. وللحفاظ على حقوق المرضى وعائلاتهم من قبل مقدمي الرعاية الصحية أهمية كبيرة، حيث أشارت الدراسات التي أجريت في عدد من المستشفيات في بلدان العالم بأن النتائج الإيجابية للرعاية الصحية تصل إلى أعلى مستوياتها عندما يشارك المرضى أو عائلاتهم في اتخاذ القرار المتعلق بتقديم الرعاية الصحية والذي يتماشى مع التوقعات الثقافية. أما فيما يتعلق بحقوق المرضى من قبل مقدمي الرعاية الصحية فهي عديدة فكل مريض له ذاته واحتياجاته الخاصة وقيمه ومعتقداته، وعلى المنشآت الصحية العمل على تأسيس الثقة وفتح الاتصال مع المرضى لفهم والحفاظ على القيم الثقافية والاجتماعية والدينية لكل مريض. ولقد بدأ الاهتمام بحقوق المرضى منذ العصور القديمة، حيث مارسها الأطباء في تلك الفترة وبطريقة محدودة ومختلفة عن الاهتمام في العصر الحديث، حيث كانت البداية بالاهتمام المنظم بحقوق المرضى عندما وضعت مؤسسات اعتماد المنشآت الصحية معايير لحقوق المرضى وعائلاتهم حيث يجب على المنشآت الصحية الخاضعة للاعتماد من قبل تلك المؤسسات العمل على استيفاء هذه المعايير وتم تحديث هذه المعايير من فترة إلى أخرى. ومن مظاهر حقوق المرضى وعائلاتهم الحفاظ على خصوصية المريض أثناء تقديم الرعاية الصحية والحفاظ على ممتلكات المرضى الشخصية وحماية المرضى من الاعتداء والمحافظة على سرية معلومات المرضى ودعم وتشجيع المرضى وعائلاتهم في المشاركة في الرعاية الصحية المقدمة لهم من خلال الموافقة أو رفض الإجراءات العلاجية أو الجراحية أو التشخيصية، وهنالك نماذج خاصة تحتوي على معلومات متعلقة بتلك الإجراءات ويرتكب بعض المرضى أخطاء عندما يوافقون على تلك الإجراءات ويتم توقيعهم بدون شرحها من الطبيب المعالج أو الذي يقوم بعمل الإجراء، فمن حق المريض الحصول على معلومات كاملة قبل التوقيع مثل اسم الموظف الذي يقوم بعمل الإجراء والفوائد والمضاعفات واحتمالية نجاح الإجراء، وفي حالة عدم حصول المريض على معلومات كافية فإن له الحق في الامتناع عن التوقيع حتى يتم تزويده بتلك المعلومات. وأخيرا فإن حقوق المرضى وعائلاتهم مسؤولية مشتركة بين المريض ومزود الخدمة، فالمريض عليه معرفة حقوقه بعد فتحه للملف الطبي مباشرة وعليه التأكد من حصوله على تلك الحقوق، أما فيما يتعلق بمزودي الرعاية الصحية فيجب التأكد من وجود السياسات والإجراءات المتعلقة بحقوق المرضى وتسليم نسخة لكل مريض تحتوي على معلومات متعلقة بحقوق المريض والعائلة، وأن يتم وضع لافتات توضيحية في غرف المرضى أو الممرات تحتوي على نفس المعلومات. سلطان سعد المطيري مستشفى الملك فهد العام في جدة