تعتبر وزارة التخطيط في أي دولة من الدول الناهضة والمتحضرة هي المحور الأساسي لإعداد خطط التنمية للبلاد في كل المجالات بعد أن تكون قد توفرت لديها قاعدة من المعلومات عن جميع الاحتياجات سواء ما كان يتصل منها بالبنية التحتية أو المشاريع التنموية أو بأي شيء يرتبط بالحياة المدنية المعاصرة، وتقوم وزارة التخطيط بعمل دراسة للاحتياجات بالتعاون والتنسيق مع كل وزارة من الوزارات، فإذا اكتملت الخطط الموضوعة وقدرت لها التكاليف المالية المطلوبة للتنفيذ فإن المفروض هو رفع تلك الخطط التي يجب أن تكون طويلة الأمد لخمسين عاما إلى الأمام على سبيل المثال، ترفع للاعتماد فتصبح عندها خططا استراتيجية غير قابلة للاجتهادات التي تؤدي إلى تغيير مسارها الأساسي لأنها خطط مدروسة قائمة على إحصائيات ومعلومات دقيقة وتصورات واقعية واضحة للمستقبل، فإذا اعتمدت الخطط التي وضعتها وزارة التخطيط وقدمت إلى الجهات المستفيدة منها سواء وزارة الصحة أو التربية والتعليم أو البلديات أو التعليم العالي أو الماء والكهرباء أو غيرها وتم ترتيب جدولة تلك المشاريع حسب الأهمية فإن الواجب على وزارة المالية في هذه الحالة الارتباط المالي لما تحتاجه مشاريع خطط التنمية لأنها جهة تنفيذية لخطط معتمدة من أعلى جهة ولكن ما يحصل لدينا هو أن وزارة التخطيط تضع خططا خمسية ويتم اعتمادها وإبلاغها إلى الوزارات والجهات الحكومية ولكن عندما يبدأ التجهيز للتنفيذ فإن الوزارات تدخل في مفاوضات ومباحثات وتعديلات جديدة للمشاريع يقوم بها موظفو وزارة المالية بما يجعل دور وزارة التخطيط أمام دور المالية ثانويا ويصبح للمالية القدح المعلى، في جميع الأمور، فما تراه مناسبا سهلت صرف الأموال له، وما لا تراه مناسبا تقف في وجهه وتطالب من قدمه بإعادة الدراسة وكأن الخطط المعتمدة لا وجود لها على أرض الواقع، بل إن وزارة المالية تقوم بتبني تنفيذ بعض المشاريع واعتمادها والصرف عليها بسخاء واضح دون أن تكون تلك المشاريع ضمن خطط التنمية السابقة أو الحالية بما يمثل ازدواجية وتداخلا في الصلاحيات بين التخطيط ذات المسؤوليات المحددة التي يمثلها اسمها وبين المالية التي لا نعلم على أي أساس تعطي لنفسها صلاحية مناقشة ما تراه من خطط التنمية، فما دامت الخطط معتمدة والمال متوفرا والجهة التي قدمت المشاريع من الوزارات الحكومية قدرت احتياجاتها للمشاريع وقدمتها لوزارة التخطيط ونوقشت ضمن خطط التنمية، فكيف تدخل تلك الخطط في مناقشات وتأويلات جديدة تقودها وزارة المالية حتى أصبحت هي كل شيء، بل إننا نرى في الآونة الأخيرة أن وزارة المالية تخطط وتشرف وتصرف على مشاريع لبعض الوزارات، ولذلك فما فائدة وجود وزارة التخطيط وما تقوم به وتقدمه من خطط خمسية وهل في هذا خدمة للمصلحة العامة؟!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة