عاشت طالبات جامعة الملك عبد العزيز في أمطار أمس الأول الأربعاء ساعات رعب حقيقية، لم يعرفن خلالها ماذا سيكون المصير، هل سيعدن إلى المنازل، هل سيتمكن من النجاة.. هل... وهل؟ بداية القصة كانت من قاعات الاختبارات وتحديدا بعد الساعة الحادية عشرة، كانت الطالبات يؤدين الاختبارات، ليفاجأن بطلب تسليم أوراق الإجابة والاتجاه إلى البوابات استعدادا للمغادرة. تقول غادة الغامدي الطالبة في قسم الاجتماع إنها ونحو 300 طالبة عشن ساعات عصيبة، حينما بدأت حالة الهلع والخوف تدب بين الطالبات، وواجهن صعوبة في الوصول إلى مقر السكن الجامعي الذي تم نقل جميع الطالبات إليه. تستطرد غادة قائلة: وصلنا إلى السكن الجامعي في حالة يرثى لها، وبقينا لساعات حتى تم الإذن بدخولنا «كنا جائعات ونرتعش بردا، وتبرعت إحدى الطالبات وأدخلتنا إلى غرفتها وأحضرت لنا الأغطية»، مشيرة إلى أنه وبعد ساعات أخرى تم نقلنا إلى مبنى الدراسات العليا وهو مبنى متهالك ولا يوجد فيه أي شيء، وعشنا ساعات عصيبة حتى اليوم الثاني، حينما وصل ذوونا إلى نقلنا. مرام عقيلي طالبة قسم المحاسبة عاشت نفس اللحظات تقريبا حين تم إخلاء المبنى 420 وسط صيحات الطالبات وحدوث حالات إغماء وتكدس في البوابة الشمالية، وأكملنا باقي اليوم في مبنى سكن الطالبات دون أن يقدم لنا أي أحد مساعدات غذائية. وتقول مرام إنها وصلت إلى المنزل بواسطة والد إحدى زميلاتها عدنان سلامة الذي سارع ونقل الطالبات إلى منزله. أما الطالبة في كلية الأمير سلطان السياحية مرام حران، فقد عاشت هي وزميلاتها وضعا سيئا لا يقل عما عاشته طالبات جامعة المؤسس، إذ أقفلت مديرة مكتب مدير الجامعة الباب على الطالبات وغادرت الموقع دون أن تخطرهن بحقيقة الموقف، لتعيش الطالبات ساعات الليل الطويلة وسط الرعب. وتؤكد الطالبات اللواتي يروين القصص أن الجامعة عاشت في أمطار الأربعاء فوضى كبرى بسبب فقدان المسؤولات للمسؤولية وعدم تقدير أوضاع الطالبات، وتركن الطالبات يغادرن إلى السكن دون مرافق أو الاطلاع على الأوضاع. من جهة أخرى, أكد ل«عكاظ» عميد القبول والتسجيل في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور عبد الفتاح مشاط، تعليق الاختبارات لأيام الأربعاء والخميس والسبت، مشيرا إلى تحديد مواعيد اختبارات بديلة سيعلن عنها لاحقا في الموقع الرسمي للجامعة ورسائل نصية للطالبات والطلاب، الذين وجهت الإدارة العليا بضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة لتأمين سلامتهم عند تحديد مواعيد الاختبارات البديلة. من جهة أخرى، أوضحت الجامعة أن كمية الأمطار التي هطلت على منشآتها قدرت ب111 ملم حسب تقرير محطات الرصد الجوي التابعة لكلية الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة في الجامعة. وأشارت في بيان وزعته أمس، أن الفرق المختلفة باشرت تطبيق خطة الطوارئ التي أقرتها الإدارة العليا سابقا.