لم تجد أسرة في مدينة جدة يوم مطر الأربعاء الماضي وسيلة لإيجاد ابنتهم التي فقدوا الاتصال بها عندما كانت في الجامعة، سوى إرسال رسائل استغاثة عبر «البلاك بيري» لعل الرسالة تصل لإحدى الطالبات الموجودات بالقرب منها وإخبارها وطمأنتهم على فقيدتهم. وتروي الطالبة الجامعية المفقودة سارة ل«الحياة» ما حدث معها وكيف استعان أهلها ب«البلاك بيري»، وقالت: «ذهبت في الصباح إلى جامعة الملك عبد العزيز (التي أدرس فيها) لتأدية الاختبار وعندما هطلت الأمطار كنت على تواصل مستمر مع والدي ووالدتي طوال الوقت أطمئنهما على وضعي، بيد أن الأمر ازداد تأزّماً عندما فرغت بطارية الهاتف الخليوي من الشحن وأطفئ ولم يعد بيدي وسيلة للاتصال بأي من أفراد أسرتي، وفي تلك الأثناء نقلنا المسؤولون إلى سكن الجامعة، وهناك مكثت حتى الساعة الثالثة فجراً من دون أن أحادث أسرتي». في المقابل كانت أسرة سارة تتحرق من الخوف والهلع على ابنتهم وماذا عسى أن يكون أصابها، فبدأوا في إجراء محادثات متواصلة فاتصلوا بصديقاتها لكن لا واحدة منهن تعرف شيئاً عن «سارة»، وكلما اتصلوا على هاتفها بادرتهم عبارة «عفواً إن الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به» فساورتهم الشكوك والظنون بأن تكون ابنتهم لقيت حتفها غرقاً أو جرفها السيل، وكادت والدة سارة تصاب بالجنون حينما علمت أن ابنتها ربما تكون في عداد المفقودين. وعلى المنوال ذاته ، عاشت المفقودة (سارة) لحظات عصيبة حينما أطفأت بطارية هاتفها، ولم تجد أحداً من صديقاتها بجوارها، ولم تستطع أيضاً استعارة أي جوال من الطالبات الموجودات وآثرت الجلوس بانتظار الفرج والنهاية لقصة لم تكن تخطر على بالها ولم تضرب لها حساباً من قبل. في تلك الأثناء اقترحت إحدى صديقات سارة على أسرتها إرسال رسالة عبر «البلاك بيري» تحمل اسم سارة وتفيد بمن يعرف عنها شيئاً إخبارها أو الاتصال بأرقام ذويها وطمأنتهم عليها، وما هي إلا دقائق معدودات حتى وصلت الرسالة لإحدى الطالبات في السكن وكانت تجلس قريبة من «سارة» وقد تعرفت إليها للتو، وحينما شاهدت الرسالة قرأتها على مسمع منها فأخبرتها «سارة» بأنها الطالبة المعنية، وما كان من تلك الطالبة إلا إعطاء جوالها لها لتتصل بأسرتها وتطمئنهم بأنها بخير وتخبرهم بمكان وجودها، وبعد مكالمتها لوالدها حضر إلى السكن في الساعة الثالثة فجراً وأخذها ناهياً فصول معاناة الأسرة في البحث عن ابنتهم المفقودة التي كان «البلاك بيري» سبباً في الوصول إليها.