أسعدتني الظروف، بالمشاركة في الدورة الأولى من جائزة الطيب صالح الدولية، التي أنشأتها شركة زين للاتصالات، وأقيمت فعالياتها الأسبوع الماضي في الخرطوم. بداية، لا بد من الإشادة بشركة خاصة اهتمت بالأدب، وأنشأت من أجله جائزة مناسبة في عدد من فروع الإبداع، هي الرواية والنقد والقصة القصيرة، وقليلة هي الشركات والمؤسسات التي تطرق هذا المجال غير المهم في نظر الناشطين رأسماليا. وبذلك أصبحت تلك الشركة رائدة، وأعلن عضوها المنتدب أن الجائزة ستستمر، وتزدهر عاما بعد عام، ومما شاهدته في دورتها الأولى من تنظيم دقيق، واحتفاء بالضيوف القادمين من بلاد شتى، كمشاركين في الأوراق التي قدمت، أو محكمين، أو أصحاب نصوص فازت بالجائزة وجاءوا لاستلامها، يؤكد ذلك الكلام، ويشجع غيرها من المؤسسات التجارية أن تحذو حذوها، وتنشئ هي الأخرى جوائزها في الإبداع. أيضا هذه الجائزة التي حملت اسم واحد من مبدعي السودان الكبار، المعروفين في شتى بقاع الأرض، اجتذبت عددا من المبدعين للمشاركة فيها، من كل أنحاء الوطن العربي تقريبا، ويبدو ذلك في حجم المشاركات الذي أعلن، والذي فاق الثلاثمائة عمل، في فروعها الثلاثة. لقد خصصت هذه الدورة لمناقشة أدب الطيب صالح، باعتبارها دورة أولى ولجائزة تحمل اسمه، وبذلك كانت الأوراق التي قدمت كلها قراءة لأعماله، بعضها جديد يكتب لأول مرة، وبعضها نشر من قبل، ولم تنس تلك الأوراق أن تناقش ما كتبه الطيب في القصة القصيرة، بجانب الرواية التي عرف بها، والحقيقة أن إنتاج الطيب، برغم قلته، كان وما يزال موردا سلسلا لكتاب النقد، يدرسونه، ويحاولون في كل مرة الخروج منه بجديد. لم تكن موسم الهجرة إلى الشمال، وحدها، ما سيطر على الأوراق المقدمة، ولكن تحدث المشاركون عن كل الأعمال تقريبا. وبالنسبة للشهادات التي قدمت في اليوم الثاني من الاحتفالية، كانت أيضا ذات قيمة، فهي إما من تلميذ من تلاميذ الطيب، أو زميل طفولة ودراسة له، أو أحد أفراد أسرته، قدم معلومات لم تكن معروفة عن الطيب، لكن في المقابل بدا الأمر أشبه بتأبين جديد للطيب صالح، وكان الموضوع الأساسي هو الجائزة التي أنشئت باسمه، ولم يرد ذكرها كثيرا على ألسنة المتحدثين. عموما، أتمنى أن تستمر جائزة الطيب صالح الدولية، بنفس زخمها الذي شهدناه هذا العام، وأن تتخلص من بعض الشوائب التي رافقت الدورة الأولى، وأن تنشأ جوائز أخرى لمبدعين وعلماء من بلادنا، قدموا الكثير من أجل رقيها، مثل الدكتور عبد الله الطيب، والشاعر المجذوب وغيرهما. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 104 مسافة ثم الرسالة