جاءت أمطار جدة أمس وما خلفته من أضرار لتحرج المجلس البلدي الذي ظهر أخيرا ببيان يوضح من خلاله أن جهود الأمانة لمعالجة أوضاع حي أم الخير مطمئنة، خاصة بعد أن بادر أمس لتسجيل موقف قد لا يكون منسجما مع بيانه الأخير حول سد أم الخير. وشكل المجلس البلدي غرفة عمليات طوال أمس للتواصل مع المتضررين والعمل على مدار الساعة في غرفة العمليات الرئيسة المشكلة من قبل أمانة المحافظة وعدد من الجهات. وأوضح ل «عكاظ» نائب رئيس المجلس البلدي ورئيس لجنة درء مخاطر الأمطار والسيول المهندس حسن الزهراني أن المجلس تلقى شكاوى من مختلف الأحياء حول تجمعات للمياه أمام المنازل. وذكر الزهراني أن كمية الأمطار كانت أكبر من الاستعدادات، لافتا إلى أن الأمطار تسببت في سقوط خمسة منازل في المنطقة التاريخية وسط البلد واشتعال بعض الحرائق، وتعطل نفق فلسطين، وإغلاق نفقي الروضة وحراء بعد ارتفاع منسوب المياه إلى مستويات لامست الأسقف. وأورد نائب رئيس المجلس البلدي في جدة أن جريان المياه في الشوارع قاد إلى إغلاق الخط السريع، إضافة إلى احتجاز مجموعة من النساء في مدرسة نسائية لتحفيظ القرآن في حي غليل. من جانبه، قال عضو المجلس بسام بن جميل أخضر أن فريق العمل الذي يضم في عضويته منسوبين من جامعة الملك عبدالعزيز وهيئة المساحة الجيولوجية، رصد ارتفاع منسوب المياه في نفق السلام، وتابع بدقة تحركات الأمانة والدفاع المدني، وصعود الأمطار في مجمع أم الخير السكني إلى الدور الثاني، وانهيار سد أم الخير بشكل جزئي ما تسبب في تحرك المياه ناحية الغرب، إضافة إلى وقوع ستة حوادث في الكورنيش الأوسط أدت إلى إغلاق الطريق تماما. في المقابل، أشار عضو هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور محمود دوعان إلى أن فريق العمل أعد تقريرا عن وضع المخطط المعرض لمخاطر السيول، مع التأكيد على أن العبارة الموجودة في المخطط لا تستوعب كميات المياه المنصرفة من الأودية المحيطة. وشدد دوعان على أنهم طالبوا بعمل عبارة لتصريف المياه وتوجيهها نحو القناة الوسطى لتخفيف ضغط المياه الواقع على جسم السد الذي سجل ارتفاع منسوب المياه فيه إلى 111.6ملم وهي نسبة تعتبر مرتفعة.