رصدت فرق المجلس البلدي التي انتشرت في أحياء محافظة جدة أول من أمس، آثاراً كبيرة خلفتها سيول «الأربعاء الجديد»، تضمنت حرائق وانهيارات لمبانٍ سكنية وسدود، إلى جانب احتجازات طاولت عدداً من سكان المحافظة في منازلهم وأعمالهم وبعض المدارس، وأكد المجلس أن السيول كشفت ضعف الاستعدادات من الجهات المعنية. وشكّل المجلس البلدي في محافظة جدة غرفة عمليات طوال أول من أمس للتواصل مع المتضررين من جراء السيول التي ضربت المحافظة، وتواصل على مدار الساعة مع غرفة العمليات الرئيسية المشكلة من أمانة المحافظة وعدد من الجهات، وتفاعل المجلس مع مئات الشكاوى التي وصلته من مختلف الأحياء، وحضر ميدانياً لمتابعة الأوضاع عن قرب في مخطط أم الخير السكني الذي كان الأكثر تضرراً، وعدد كبير من الأحياء. وكشف نائب رئيس المجلس البلدي بجدة رئيس لجنة درء مخاطر الأمطار والسيول المهندس حسن الزهراني أنهم تلقوا أول من أمس عدداً كبيراً من الشكاوى عن تراكمات غير طبيعية للمياه في مختلف أحياء جدة، وتم التنسيق مع غرفة العمليات الرئيسية بأمانة المحافظة، ورصد عدد من المشكلات التي تواجه الناس وتحويلها على الفور للأمانة عبر جهاز المتابعة في غرفة العمليات. وقال: «على رغم أن هناك عملاً دؤوباً في غرفة العمليات التي كانت تتابع الوضع على مدار الساعة، إلا أن السيل كان أكبر من الاستعدادات له، إذ تسبب في سقوط خمسة منازل بالمنطقة التاريخية وسط البلد واشتعال بعض الحرائق، وتعطل نفق فلسطين، وإغلاق نفق الروضة بعد ارتفاع منسوب المياه فيه بشكل كبير، وإغلاق نفق حراء لارتفاع منسوب المياه إلى 2.5 متر، وكذلك إغلاق الخط السريع، إضافة إلى احتجاز مجموعة من النساء في مدرسة نسائية لتحفيظ القرآن بحي غليل (1)، وسجلنا ارتفاعاً لمنسوب المياه في سد السامر إلى 6.40 متر، ولوحظ تعطل السيارات في مناطق متعددة في جدة، ما تسبب في حالة اختناق مروري كاملة». من جانبه، أكد عضو المجلس بسام بن جميل أخضر أن فريق العمل الذي يضم في عضويته الدكتور محمود الدوعان من جامعة الملك عبدالعزيز، والمهندس ناصر الصاعدي من هيئة المساحة الجيولوجية، ومنسّق الفريق صالح صوعان، رصد ارتفاع منسوب المياه في نفق السلام، وتابع بدقة تحركات الأمانة والدفاع المدني، وصعود الأمطار في مجمع أم الخير السكني إلى الدور الثاني، وانهيار سد أم الخير بشكل جزئي، ما تسبب في تحرّك المياه ناحية الغرب، إضافة إلى وقوع 6 حوادث في الكورنيش الأوسط أدت إلى إغلاق الطريق تماماً، وكذلك أغلق الخط السريع خشية وقوع حوادث عدة، كما رصد انهيار 35 متراً في الخط الموازي لخط الحرمين بعرض 4 أمتار. وأوضح أن الفريق راقب عن كثب الأوضاع في مجمع أم الخير السكني، «حيث كنا هناك منذ وقت مبكر وتواصلنا مع غرفة العمليات الرئيسية، كما رصد عدد من الأعضاء شكاوى الناس في مختلف أحياء جدة، وعمل الفريق بكامل طاقته من أجل تلبية حاجات الجميع في حدود الصلاحيات المنوطة به والإمكانات التي يمتلكها». في المقابل، أشار الدكتور محمود دوعان إلى أنهم قاموا بزيارة مخطط أم الخير والوقوف عليه ميدانياً عبر فريق العمل الذي بدوره أعد تقريراً مفصلاً عن وضع المخطط، جرى الكشف خلاله عن أنه معرّض لمخاطر السيول، إذ يقع في ملتقى واديي مريخ وقوس، وأن العبارة الموجودة به لا يمكنها أن تستوعب كميات المياه المنصرفة من الواديين. وشدد دوعان على أنهم طالبوا بعمل عبّارة لتصريف المياه المتدفقة من الأودية المحيطة وتوجيهها نحو القناة الوسطى لتخفيف ضغط المياه الواقع على جسم السد، مشيراً إلى أن مساحة القياس بهيئة المساحة الجيولوجية رصدت ارتفاع منسوب المياه إلى 111.6ملم، وهي نسبة تعتبر مرتفعة.