صديقي.. ما زلت إلى الآن مدهوشا مذ قرأت قصة «وفاء» التي تم تشويه جسدها بالأسيد على يد زوجها، كان التقرير يروي حكاية «وفاء» على لسانها، إذ قالت: «عندما تقدم إلى أسرتي، وافق والدي على زواجي منه، فاقترنت به وعمري 15 عاما، وخلال الأشهر الأولى من الزواج كانت معاملته طيبة، بعد فترة تغيرت معاملته، وأصبحت أشاهد وأعيش معه صنوفا وألوانا من العذاب والإهانة».ثم تمضي لتؤكد أنها حملت منه ورزقا ولدا، وتوقعت أن هذا الطفل يعيد التوازن لحياتهما، بيد أن الأمر ازداد سوءا، ومع هذا استمرا بالإنجاب، ورزقا بولدين، ورغم وجود ثلاثة أطفال زادت معاملته سوءا. إلى أن جاءت الطامة حين سكب عليها الأسيد، فتشوه وجهها وجسدها، ونقلت للمستشفى، ثم هددها فاضطرت إلى تغيير أقوالها أمام المحقق، ومع هذا حرمها من رؤية طفليها ومنعها من زيارتهما في بيته. القصة، يا صديقي، تثير كل مشاعر العطف والغضب، ولا دخل لها بدهشتي، فهل تعلم ما الذي أثار دهشتي؟ إنه التقرير الطبي الصادر من المستشفى العام في محافظة صبيا، يقول التقرير: «وفاء تعاني من تشوهات ناتجة عن حرق في الوجه مع تشوه في الجفنين والعينين وتأثير في إغلاقهما، وتشوه في الشفة العلوية وحرق في الصدر، مع تشوه في الثديين مع التصاق الجلد بين الثديين، وحرق على العضد الأيمن، وحرق على الساعد الأيمن والأيسر، مع تحدد الحركة بالذراع الأيمن والكوع وحرق على الساق الأيمن، وحرق على أعلى الفخذ الأيسر من الجهة الخارجية مع ندبات على البطن وحرق على الكاحل الأيمن وندبات على الفخذ الأيسر، وتشوه وندبات على البطن والوجه والساعد الأيسر، بالإضافة إلى آثار نفسية جسيمة». ألا يثير هذا التقرير دهشتك وكل شكوك بأن هناك جريمة وإن لم تكن محققا متمرسا؟ عني، ورغم جهلي بالتحقيق الجنائي، لا يمكن لي قبول أقوال «وفاء» بأن الأمر عن طريق الخطأ، فكل هذه التشوهات بجسدها يخبرنا أن ما حدث لا دخل له بالخطأ، وأن هناك جريمة، هذا على افتراض أن القانون لدينا يعاقبك إن سكبت أسيدا على إنسان؟ ربما تختفي دهشتي إن قيل لي إن هناك عقوبة، لكنها تستثني الزوجة، لأنها أملاك خاصة للزوج، وأن الشرطة تحترم خصوصية الفرد وحرية الملكية، وأن من حق الزوج أن يفعل بأملاكه ما يريد، طالما لن يتسبب بإزعاج أحد غير زوجته التي اشتراها بحر ماله. التوقيع : صديقك S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة