أكد وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير على أن المملكة من أوائل الداعمين لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، مشيرا إلى جهودها الحثيثة على المستوى الإقليمي في هذا الاتجاه. وقال سموه في حديث ل«عكاظ» على هامش ورشة عمل للتعريف بقرار مجلس الأمن رقم 1450 إن هذه الورشة تأتي امتدادا لجهود المملكة في تحفيز الدول للانضمام للقرار 1540 والخاص بالحد من انتشار أسلحة الدمار والاستماع لوجهات النظر المختلفة، مؤكدا دعوة المملكة للدول للتخلي عن توجه التهديد والوعيد في امتلاك مثل هذه الأسلحة، مشددا على أحقية كافة الدول في الاستعمال السلمي للطاقة النووية دون التعدي لاتجاهات أخرى، فإلي نص الحوار: • كيف تنظرون لدور المملكة في القرار 1540؟ المملكة من الموقعين والمؤيدين لهذا القرار وهو ينص في فحواه العامة على الحد من أسلحة الدمار الشامل وعدم السماح للمنظمات الإرهابية وغيرها من الحصول على مثل هذا النوع من الأسلحة أو المواد التي قد تؤدي إلى الحصول عليها والمملكة أيضا تحفز الدول الأخرى وتدعوها إلى الانضمام أو التوقيع على هذا القرار واعتماده، ونحن قمنا بعمل لجان للتعاطي مع القرار وتفعيله على المستوى الوطني، ونحن ماضون في هذا الأمر ومن ذلك القيام بهذه الورشة للتعريف بأهداف وغايات القرار 1540 ودعوة الكثير من الخبراء للبحث واطلاع المعنيين به وأهميته بالنسبة للدول الأعضاء. • لماذا لا نسمع مطالب للدول الغربية بنفس الوتيرة التي نسمعها في الدول العربية لمنع انتشار أسلحة الدمار؟ دعيني أوضح نقطة مهمة جدا وهي أن المملكة من أوائل الداعمين لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وهذه حقيقة، وقامت بجهود كبيرة على المستوى الإقليمي من حيث إنشاء لجنة فنية تحت مظلة الجامعة العربية، وهذه اللجنة الفنية شكلت بتوجيه من وزراء الخارجية العرب، وقد خرجوا بمشروع أول لجعل هذه المنطقة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ولكن هناك دولا مثل إسرائيل وإيران وتركيا تعتبر جزءا من منطقة الشرق الأوسط، ولا يمكن إتمام هذا المشروع دون انضمام هذه الدول لهذه الاتفاقية، وكل ما يجري في هذا الأمر لا بد وأن يجري تحت مظلة الأممالمتحدة بحكم أن الأمن الإقليمي هو جزء من الأمن الدولي ونحن طرحنا على الأممالمتحدة هذه الفكرة وأيدناها وصدر في الجمعية العمومية ما ينص على أهمية إنشاء منطقة خالية في الشرق الأوسط وأؤيد القرار فيما بعد في العام 1980 بتوافق الأعضاء وبالنسبة للجانب العربي لدينا الرغبة الأكيدة في أن نخليها من الأسلحة الدمار لكن العقبات القائمة هي امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية فتاكة وهي لم تصادق كذلك على اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، وبالتالي نحن نتطلع إلى الأممالمتحدة للضغط على إسرائيل للتصديق على الاتفاقية والسماح لوكالة الطاقة الذرية بتفتيش المنشآت والقدرات الموجودة في إسرائيل لكن هناك تعنت إسرائيلي وعدم قبول هذا الأمر، وهذا لا يضيف تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة ناهيك عن الدول الأخرى التي ربما تتفق أو تتماشى مع الأطروحات، علما بأن من حق الدول الاستعمال السلمي للطاقة لكن دون التعدي لاستعمالات أخرى. • ماذا بعد هذه الورشة التعريف بقرار 1540؟ الورشة عقدت بناء على اتفاق بين مجلس الأمن والمملكة حيث من مهام تفعيل القرار إقامة ورش في مناطق متعددة من العالم أولا للتعريف بهذا القرار ومساهمته في تحقيق الأمن وتحفيز الدول للانضمام وسماع وجهة النظر الأخرى وتعظيم الدور الجماعي، وفي المملكة رحبنا بالورشة، وكما رأيت في اليوم الأول للورشة وعلمت أن المشاركة في اليوم الثاني كانت كبيرة وهذا يظهر اهتمام وحرص المملكة على جعل المنطقة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وتحقيق الأمن والاستقرار يجب أن يتم عن طريق التخلي عن أي طموحات تهدف إلى الحصول على أسلحة فتاكة