شهدت جلسات اليوم الأول لمنتدى التنافسية في دورته الخامسة المنعقد في الرياض حاليا، العديد من النقاشات التي تناولت مجالات اقتصادية مهمة كتنظيم أسواق المال، وربط مجالات الرعاية الصحية بالتقنية والابتكار كوسيلة للتنافسية والتفكير بلاحدود، تميزت بثراء المناقشات والمداخلات من قبل المشاركين. وأكدت جلسة الرعاية الصحية التي عقدت البارحة، أن أفضل الطرق لفتح بوابة الابتكار في هذا المجال هو الأبحاث في مجال الوقاية من الأمراض، والتطبيقات الإلكترونية التي تعزل معظم بيانات المرضى ذات الصلة من أجل تسهيل علاج المريض. وركز المتحدثون في الجلسة على عدد من القضايا من بينها ضرورة زيادة الاستثمار في مجال الوقاية من الأمراض، الكشف المبكر، والمسح لتحقيق الوقاية المبكرة من الأمراض. ودعا المشاركون في الجلسة إلى ضرورة المضي في الابتكار في مجال الرعاية الصحية بهدف الاستفادة من بيانات المريض، لإتاحة العلاج والكشف عن التحسينات الجينية، واستهداف خلايا حيوية معينة، موضحين أنه لجعل ذلك ممكناً فسيحتاج مقدمو الرعاية الصحية للإدارة الفاعلة لبيانات المريض الإلكترونية. وانتهت الجلسة بعدد من التوصيات من بينها ضرورة زيادة الوعي حيال الأمراض الوراثية بالتزامن مع الجهود المكثفة لدراسة القرارات التي تتخذ في حياتنا اليومية فيما يخص الزواج، وتشجيع الكشف المبكر قبل الزواج، بالإضافة إلى سبل العلاج المتاحة. ونبه المشاركون إلى ضرورة إشراك الأدوار التوعوية والتركيز على ما يعرف بالسيطرة على التكاليف، إضافة إلى العمل على تطوير السجلات الطبية الإلكترونية والطرق الفاعلة لإدارة البيانات، مع التركيز في الوقت الحالي على تطوير نظام بيانات المريض، مما يتيح له الدخول عليها من منزله دون الحاجة إلى الحضور للمنشأة الطبية. وفي جلسة رأس المال والصناعة، أوضح المتحدثون أهمية الاستثمار في رأس المال بوصفه شريان الحياة لنمو الاقتصاد، وقالوا إنه بدون رأس المال لا يمكن دعم الابتكار. وشددوا على أن الأزمة المالية العالمية قد أسهمت بشدة في تعطيل تدفق رؤوس الأموال عبر الحدود وفي سحب الأموال المخصصة للاستثمار في أنحاء العالم. وأثار المشاركون في الجلسة أسئلة ملحة من بينها كيف تستعيد أسواق رأس المال نشاطها وتبدأ استثماراتها والنمو مرة أخرى؟ وكيف يمكن لشركات تمويل رأس المال الاستثمار في عصر تخفيض المديونية العالمية؟. وتناولوا قضايا إعادة جدولة الديون والتصدي لآثارها على الشراكة والأعمال وأهمية التنظيم المالي في الأسواق العالمية. وفي جلسة «الابتكار كوسيلة من وسائل التنافسية»، تم بحث أهمية الابتكار كمحرك أساسي في السوق الاقتصادية الجديدة، حيث حدد المشاركون ستة عناصر رئيسة تؤدي دوراً مهما في المجتمع الجديد، وهي: أن المنظومة البيئة الاقتصادية هي المحفز للتغيير، توفير مخاطر رؤوس الأموال، ثقافة التقبل أو التسامح مع الفشل، الأنظمة البيئية الداعمة، الموقف المتزن في حماية حقوق الملكية الفكرية، وحماية نماذج الأعمال التجارية التي يمكن العمل بها عالمياً عوضاً عن اقتصارها داخلياً ومحلياً. وأوصوا بأن الابتكار هو الطريقة الأفضل للتنافس، محددين مفاتيح النجاح الاقتصادي بأنها تتمثل في توفير فرص العمل والنمو والازدهار الاقتصادي كبيئة أساسية للابتكار؛ بهدف توفير البيئة المناسبة لإطلاق المفكرين لأفكارهم وتقبلها حتى في حال فشلها. وأثنى عدد من المتداخلين في الجلسة، على التقدم الذي حققته المملكة في مجال استخدام تقنية المعلومات والشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت)، ووجود نسبة عالية من مستخدمي الهواتف المحمولة في المملكة. وكانت جلسة التفكير بلا حدود محور الجلسة الأساسية لليوم الثاني من فعاليات منتدى التنافسية الدولي، واحتوت على عرض علمي يدعو إلى استخدام المعرفة المكتسبة للبحث في العالم الخارجي، لاكتشاف إن كانت هناك حياة خارج كوكب الأرض والتحليل العلمي لما يعرف بالأطباق الطائرة. وبدأ الجلسة البروفسور ميشيو كاكو أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة مدينة نيويورك ومقدم برنامج علوم الكيمياء في قناة ديسكفري العلمية، الذي دعا إلى المزيد من الاكتشافات في مجال البيئة الكونية. كما تحدث في الجلسة الدكتور زغلول النجار رئيس لجنة المفاهيم العلمية في القرآن الكريم رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، مؤكدا على أن التنافسية هي دعم للإنسانية، وأن التوجيه الإلهي في القرآن الكريم يدعو الإنسان لفهم ذاته ومن يكون ومن خلقه وما رسالته وماذا ينتظره؟. وأبان أن القرآن الكريم حث على التدبر والتفكر في خلق الله، مختتما حديثه بالدعوة إلى قراءة القرآن الكريم وتدبره. بعد ذلك، تحدث عالم الفيزياء النووية الباحث في ظاهرة اليوفو ستنانتون بي فريدمان عن أسلوب الاندماج في القنابل الذرية والنووية، وتساءل عن كيفية إنفاق المليارات لأجل إنتاج الأسلحة، بينما لا ينفق الجزء اليسير منها لمحاربة الجهل والفقر والمرض. كما دعا نيك بوب، المؤلف والباحث في ظاهرة اليوفو، إلى الاستثمار في اكتشاف الكواكب والسياحة الفضائية وأفلام الخيال العلمي، مما يشكل مجالا للسباق نحو الفضاء، وقال إن هذه الاكتشافات ستحدث تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية. واختتم الشريك العام ل «أس بي في فينشر بارتنر» الجلسة بالحديث عن أهمية أدوية السليكون ونجاح الاستثمار فيها، مؤكدا أن الاهتمام بالنانو تكنولوجي خلال الأربع سنوات المقبلة سيحدد ملامح الحياة الجديدة والتأثيرات الفسيولوجية والنفسية لتلك المرحلة وهو ما يتطلب أن نفتح عقولنا ونستمر في البحث على المدى الطويل خاصة في مجال الفضاء. وفي ختام الجلسة دار نقاش عام أجاب فيه المشاركون على أسئلة الحضور.