لماذا ليس لدينا (مجدي يعقوب) سعودي يستنسخ منه، ونرى فيه مثل ما يرى فقراء مصر في الدكتور الكبير مجدي يعقوب طبيب القلوب المعروف!؟ لماذا بعد هذه الرحلة الطويلة من انطلاقة بلادنا في تكريم مهنة الطب والتشجيع عليها، واختيار أفضل الخريجين لها وفتح أبواب الابتعاث أمامها فكانت من أوائل التخصصات المهنية المطلوبة.. ثم بعد كل هذا التشجيع والدعم والتصفيق لا نجد لدينا طبيبا واحدا مثل الدكتور مجدي يعقوب!! أو واحدا فقط ينجح في خدمة موطنه الأصلي بلا انتظار عائد، وبلا انتظار مكاسب وأرباح أو منصب عالٍ أو جاه أو مال أو «تنجيم» إعلامي يسلط عليه الضوء، ويصنع منه «نجما» يتلقف الناس صورته مع صحف الصباح!! لماذا لا نراهم غير مهمومين بالمنصب الإداري الجديد، والمال الكثير، والترقية اللازمة، والمميزات الناقصة، والبدلات المتأخرة، والامتيازات النادرة! لماذا هم دائما شرهون للفرص اللامعة التي تخدمهم أولا، قبل أن تكون خدمة للمرضى المعلقين أو المنومين، أو ذات علاقة برفع كفاءتهم المهنية كأطباء، مع ضمان جودة الرعاية الصحية المقدمة للمريض!! استشاريون لا يعرفون مرضاهم، وآخرون مثلهم عياداتهم يوم في الأسبوع ويشكون ويتباكون!! ولا منافسة على مزيد من الاطلاع في المهنة، و لا تقدم في أداء جديد يطلع على كل ما هو جديد! ولا روح حماسية إلا عند مشاهدة مباريات كرة قدم! أما عند المرضى فهم خائرون مستعجلون متأففون لا يعجبهم غير النظر في الساعة أكثر من النظر في المريض! أخطاؤهم الطبية تكثر لأن علاقتهم بالمهنة فيها خلل وانعدام ثقة وكثير من التراخي واللا مبالاة! وفي الحقيقة، لدينا عجز في ضمير المهنة الطبية، وليس عجزنا كما يعتقد البعض في عدد الكفاءات الوطنية العاملة بمهنة طبيب!! فما أكثر أطباءنا الحاليين، لكن حصادهم لا يرقى إلى وفرة أعدادهم! الحصاد قليل والعدد كبير! الدكتور مجدي يعقوب الذي اشتهر في غربته لم تمنعه غربته من وطنيته! بينما لدينا أطباء لم يغتربوا لكنهم عاشوا بيننا غرباء!! فكم من المواطنين الجالسين «نفتقد» فيهم الوطنية!! وكم من مغتربين بعيدين لم تفارقهم الوطنية!! إنها المعادلة الواقعية التي تقول... إن الغربة لا تصنع معجزة! والوطن لا يعني الوطنية!! فمن الاعتقادات العربية السائدة أن الغربة تجعل من الغبي نعمة ومن الشوك وردة، هذا غير صحيح، فالغبي يظل غبيا، والشوك شوكا، وما يحدث أن الغربة تمنح الفرصة للموهوب وتصقل الموجود في الموهبة ولا توجدها من عدم!! بمعنى أن الموهوب ينجح وغير الموهوب يبقى على ما هو عليه!! المشكلة لدينا أن العلاقات والوساطات تجعل من الشوك وردا! ومن أنصاف الموهوبين مديرين ورؤساء أجهزة وأطباء لامعين!! لمعانا يشبه طلاء المعادن الرخيصة برشة في البريق!! إنها قوة العلاقة حين تمنح من لا يستحق ما لا يستحق!! هذا هو الفرق! ليس في عبقرية الغربة، إنما في فوضوية الحالة العربية الراهنة!! وليس لأن الغربة (ولادة) والوطن العربي (عاقر)!! مجدي يعقوب بنى مركزا لعلاج وجراحة أمراض القلب يخدم الضعفاء والعاجزين عن دفع ثمن قطعة شاش ويعالجهم مجانا.. عندنا الأطباء الأغنياء لا يكتفون بل يتساءلون: هل من مزيد!! والمريض الفقير والعاجز لا وجود له في قوائمهم، هل سمعت عن مركز يخصص أياما ببلاش ويعمل فيها مديره وكبار أطبائه!! أو أحدهم بنى مركزا مجانيا في مسقط رأسه.. إنه الإفلاس. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة