لوحت الولاياتالمتحدة بعصا التحذير في وجه الصين من أنها ستعيد نشر قواتها في آسيا إذا فشلت بكين في كبح جماح كوريا الشمالية التي أذعنت بدورها لمطالب سول لإجراء محادثات بشأن الأزمة بينهما وفق مصدر مسؤول في واشنطن. وفي تأكيد لما سبق أن نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) في وقت سابق، قال المسؤول إن تحذير أوباما أقنع الصين وهي الداعم الدبلوماسي والاقتصادي الرئيس لكوريا الشمالية باتباع سياسة أشد حزما تجاه بيونج يانج وفتح الباب أمام استئناف المحادثات بين الكوريتين ربما الشهر المقبل. ووافقت كوريا الشمالية أخيرا على شروط كوريا الجنوبية لإجراء محادثات؛ ما يمثل انفراجة كبيرة في الأزمة في شبة الجزيرة الكورية من شأنها أن تحسن آفاق استئناف مفاوضات المساعدات مقابل نزع السلاح. وحذر أوباما نظيره الصيني هو جين تاو من أنه إذا لم تكثف بكين الضغط على كوريا الشمالية، فسوف تعيد واشنطن نشر قواتها في آسيا لحماية نفسها من هجوم كوري شمالي محتمل على أراضيها. وقال المسؤول في الإدارة الأمريكية إن أوباما وجه تحذيره للمرة الأولى في محادثة هاتفية مع هو الشهر الماضي، ثم كررها أثناء عشائهما الخاص في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي. وفي الأسبوع الماضي، حذر وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس من أن بيونج يانج أصبحت تشكل خطرا مباشرا على الولاياتالمتحدة، وقد تتمكن من تطوير صواريخ عابرة للقارات خلال خمس سنوات. وأفصح وانج دونج من معهد الدراسات الدولية في جامعة بكين أن تحذير واشنطنلبكين كان صفعة على وجه الزعيم الصيني الذي حث الكوريتين على حل خلافاتهما من خلال الحوار. وقال متحدثا عما نشرته (نيويورك تايمز): «إبداء هذه الصرامة أخشى أنه قد يرتد عكسيا، وإذا كان هذا المقال يعكس التفكير الفعلي للقادة الأمريكيين، فلا يمكن استبعاد خطر الحرب في شبه الجزيرة أبدا». واسترسل أن الصين لها استراتيجيتها الخاصة في محاولة التأثير على كوريا الشمالية، هي تريد أن تجد المسار الأقل تكلفة لحل الأزمة. والمحادثات المقترحة ستكون أولى محادثات بين الكوريتين منذ الهجوم المدفعي الذي شنته القوات الكورية الشمالية على جزيرة كورية جنوبية في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما صعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية المقسمة. ورضخت بيونج يانج أخيرا لضغوط سول بأن تتطرق المحادثات تحديدا لهذا الهجوم وغرق سفينة حربية كورية جنوبية في مارس (آذار)، لكنها لم تشر إلى قضية نزع السلاح النووي؛ وهي القضية المحورية في المحادثات السداسية المتعثرة، ورحبت واشنطن وطوكيو بحذر بالمحادثات بين الكوريتين، فيما لم تعلق الصين. وحذر المحللون من توقع الكثير من المحادثات قائلين إنها بالفعل تمثل تقدما لكن مطالبات سول بالاعتذار قد تلقى صعوبة في تقبلها لدى بيونج يانج. وأوضحت أهن ينهاي من جامعة كوريا بالقول: «يجب أن يكون هناك تحول نموذجي من كل من الشمال والجنوب من أجل الاستقرار في المنطقة. مع الوضع في الاعتبار العلاقات المواتية بين الصين والولاياتالمتحدة، فالوقت الحالي هو الوقت المناسب».