يقدم برنامج «أديب وسيرة» ضيفه دون ظهور مذيع أو محاور، فلا يوجد هناك سؤال وجواب وأوراق عمل، إضافة إلى عدم وجود استديو، حيث إن تصوير الحلقة يتم في منزل الضيف نفسه ويترك له حرية التجول ما بين الصالون وحديقة المنزل ومكتبته الخاصة، متناولا بذلك رؤية جديدة للبرامج الحوارية، كما أن استخدام الإضاءة الخافتة يعطي شعورا وكأن المشاهد جالس مع الضيف في صالون منزله وليس في استديو تحيطه الكاميرات والأضواء. الملاحظ في البرنامج هو استخدام هذا النوع من التقنية الجديدة على التلفزيون السعودي والذي يعتبر نقلة نوعية للصورة الإخراجية للبرامج الحوارية، فهي تمكن المشاهد من التعايش مع قصة الضيف وكأنه جالس أمام كل مشاهد على حدة يحكي له قصته بسلاسة واستمتاع، وبالرغم من ذلك فإن أفكار الضيف متسلسلة ولا يشعر المتفرج بأن الضيف ضائع في أفكاره مع أنه يتطرق إلى جميع جوانب حياته الشخصية وهذا يؤكد كفاءة الإعداد، كما أن طريقة التصوير كان لها عامل مؤثر على شفافية الحلقة فالكاميرات كانت حريصة على رصد أدق مشاعر الضيف. تاريخ مثقف برنامج «أديب وسيرة» هو برنامج حواري يسرد فيه تاريخ أحد المثقفين ليكشف عن أهم جوانب حياته الأدبية والعلمية والثقافية التي مر بها، وذلك في حوالى ساعة كاملة (على القناة الثقافية السعودية) يتم خلالها عرض عدة صور خاصة للضيف من أرشيفه متناولا أدباء يعدون من الذين كان لهم أثر بارز في مسيرة الثقافة السعودية، وعند سؤال المخرج، والذي رأى عدم ذكر اسمه، عن أهمية رؤيته الإخراجية من جميع جوانبها صرح قائلا «حرصنا في برنامج أديب وسيرة على تقديم النخب المثقفة من الرواد والمبدعين السعوديين والإعلاميين وممن كان لهم الأثر الملموس في حراك المشهد الثقافي السعودي عبر عقود من الزمن والذين كانت لمؤلفاتهم العلمية والإبداعية إضافة في واقع حركة النقد الأدبي، لنؤرخ ونوثق تجاربهم وإنجازاتهم تلك عبر البرنامج برؤية إخراجية وبصورة مختلفه بدون مذيع ليتحدث الضيف مباشرة مع المشاهد وذلك بهدف إبراز أهمية الضيف، كما أننا اخترنا تكوين مواقع التصوير عبر مراحل الأديب، حيث نحرص دائما في تصويره بين مكتبته ومؤلفاته، وعلى أن ترسم الإضاءة على المكان ليكون الضيف داخل بقعة الضوء، ونهتم في وضع أكثر من كاميرا في المكان وكذلك بنوعيات الإضاءة والتي تكون على قدر مساحة مكان التصوير، وهذه هي المرحلة البدائية لننتقل إلى مرحلة المونتاج بعد ذلك والذي نقوم بالتخطيط له من قبل التصوير لننسق متى يأتي هذا الموقع ومتى نضع هذه اللقطة، ونحن نهتم بالمونتاج مثل مانهتم في التصوير، إضافة إلى أننا نظهر صورا للضيف تظهر أغلبها لأول مرة مصاحبة لها موسيقى تصويرية لتعطي إيقاع البرامج الكلاسيكية الثقيلة بمحتواها لمكانة الأديب. تقنية متطورة الرؤية الإخراجية لها دور كبير في شد المشاهد، فقد يظهر نفس الضيف في برنامج آخر متناولا قصة حياته بالطريقة التقليدية الرتيبة والتي هي كافية لأن تجعل المتفرج يشعر بالملل عند سماع السؤال قبل أن يستمع للإجابة (والعيب ليس في الضيف بل في الإخراج) وعلى التلفزيون السعودي أن أراد أن يبرز أعلام ثقافية سعودية تفيد جيل الشباب أن يبحث عن التقنية المتطورة لجذب الجيل الجديد والذي يعد حقا واجبا لأدبائنا ومثقفينا وحقا للجيل الجديد بأن يستفيد من الذين خدموا السعودية على المستوى الفكري والثقافي، وإذا كانت بداية الغيث قطرة فلعل برنامج «أديب وسيرة» بداية لتطوير أسلوب البرامج الحوارية في التلفزيون السعودي.