منذ أيام تذكرت برنامج " الكلمة تدق ساعة"، الذي كان يبث عبر القناة الأولى،من تقديم الأديب محمد رضا نصر الله وإخراج سعد الفريح -رحمه الله- ، هذا البرنامج فتح لي آفاقاً ثقافية واسعة، كنت حينها في بداية المرحلة الجامعية، وفي بداية مشواري الأدبي، تذكرت هذا البرنامج لأنه مختلف عن كثير من البرامج الثقافية الحالية، وللأسف توقف، ومنذ سنوات كنا نناقش ندرة البرامج الثقافية في التلفزيون السعودي، والآن أصبح هنالك قناة ثقافية مستقلة إضافة إلى الإخبارية والقناة الأولى، و بهما عدد من البرامج الثقافية، وبالذات البرامج التي لها علاقة بالأدب، ما ألاحظه على بعض هذه البرامج _ وبالطبع ما سأقوله وجهة نظر خاصة- أقول ما ألاحظه اعتمادها على استقبال أحد الأدباء أو أكثر وحوار داخل الاستديو حول قضية أدبية أو ثقافية، الحوار قد يمتد إلى قرابة الساعة ربما هنالك أسئلة من المشاهدين إذا كان البث مباشراً، ربما هنالك مداخلات، ولكن على الرغم من ذلك يكون البرنامج رتيباً إذا لم يكن للضيف أو القضية أهمية أو حضوراً، أعتقد أن مثل هذه البرامج غير مكلفة ، طاولة وعدة كراسي وكاميرا أو أكثر، وديكور، أنا أقول لا بأس من هذه البرامج الحوارية، ولكن لا أفضل أن تكون أغلب البرامج حوارية، لابد من إعداد برامج خاصة، تعتمد على البحث وتقديم المعلومة والتصوير في مواقع مختلفة، يجب أن يكون هنالك سيناريو خاص لكل برنامج، وإذا كان هنالك حديث لشخص ما فيجب أن لا يتجاوز الخمس دقائق. منذ أيام كنت أتابع الحفل الختامي لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون، وحزنت على محدودية الجوائز التي حصلت عليها إذاعة وتلفزيون المملكة بمحطاته و قنواته المتعددة، بالمقابل حصلت سلطنة عمان ودولة قطر على عدد كبير من الجوائز، السعودية كانت الدولة الأقل بالحصول على الجوائز من دول الخليج العربية، لابد من الاهتمام بالإنتاج البرامجي، لابد أن تدخل الدراما لأغلب الأعمال الإذاعية والتلفزيونية، البرامج انحسرت في إذاعة البرنامج العام من الرياض وحل محلها عدد من اللقاءات مع مجموعة من المستشارين، وكل مستشار يهم فئة محدودة، نحن نتابع إذاعات عربية لأننا نجد المتعة والفائدة، ولكن ما الذي يستفيده أي مستمع عربي من قضية محلية خاصة أو مشكلة خاصة لمواطن، هنالك إذاعات محلية تبث عبر الإف إم تختص بذلك ولكن برنامج عام من المفترض أن يكون مختلفاً ومنوعاً، وكذلك التلفزيون الذي يواجه منافسة كبيرة من الفضائيات التي تدفع مبالغ كبيرة لإنتاج برامج متميزة، الكلمة تدق ساعة لم يكن رتيباً مطلقاً، ولكن تجلس أمام شاشة لمدة خمس عشرة دقيقة أو أكثر تشاهد حواراً بين مذيع وضيف بالنسبة لي هذا يدفع للملل، ويشجع لتغيير القناة.