لجأ بعض الطلاب كعادتهم دائما في مثل هذه الأيام لتمزيق كتبهم المدرسية والإلقاء بها في الطرقات والشوارع والحاويات، دون أدنى اكتراث بملايين الريالات التي أنفقت عليها، أو ما تتضمنه من علم نافع. كيف نستفيد من هذه الملايين المهدرة؟، «عكاظ» طرحت السؤال على مشرفين تربويين ومديري مدارس ومعلمين وطلاب. الطالب ماجد محمد إبراهيم عبر عن حزنه لمشهد بعض الطلاب بعد خروجهم من قاعات الاختبارات، وهم يتدافعون ويمزقون كتبهم بصورة عشوائية تشوه مرافق المدرسة وشوارع الحي، واستغرب فؤاد مشهور هذا السلوك. ويقترح الطلاب عبد العزيز، إبراهيم، أحمد، أسامة، أمجد، وعبد الرحيم، إعادة الكتب إلى المدرسة فور انتهاء الاختبارات للاستفادة منها العام المقبل. ويدعو كل من علي يحيى عكور، تركي صميلي، علي حناني، عبد الله فقيه ومحمد حسن عريبى، إلى «تخصيص المدارس جوائز تشجيعية ومكافآت للطلاب الذين يحافظون على كتبهم ويعيدونها نظيفة الى المدرسة، بعد نهاية الاختبارات». ويطالب أحمد عبده مهدي بتكريم الطلاب المحافظين على كتبهم، وحث الآخرين على الاقتداء بهم، وأكد المشرفان التربويان محمد مزيد وشاكر نجمي أن الاذاعة المدرسية تتحمل جزءا من مسؤولية توعية الطلاب بأضرار رمي الكتب وإهدارها بهذا الشكل غير الحضاري. وبين علي عكيسى عواف ومحمد إبراهيم مشهور أن للبيت دورا مهما في التعاون مع المدرسة، ويقترحان توقيع الطلاب على تعهد خطي قبل استلامهم الكتب المدرسية لإعادتها لمدارسهم سليمة ونظيفة، على أن يتوقف استلام الطالب لشهادته الدراسية على ذلك. ويذهب مدير متوسطة وثانوية العباس بن عبد المطلب في المباركة محمد حسين سوادي إلى أكثر من ذلك، ويطالب بحسم درجات من أي طالب يبعثر كتبه، وعدم منحه شهادة تفوق إلا بعد اعادة المقررات سليمة. ودعا مساعد مدير مكتب التربية والتعليم في صامطة محمد علي ناشب لتأسيس صندوق باسم صندوق الكتاب المدرسي، يضع الطالب كتابه فيه قبل دخول اللجنة. وأكد المشرف التربوي عبد الله حسن ناشب أن على الطلاب مراعاة أن بعض الكتب تحمل آيات قرانية وأحاديث نبوية، ويقترح علي حسن ناشب مدير مدرسة الطوال طباعة الفصلين الدراسيين في كتاب واحد، وعدم تسليم إشعار نجاح الطالب إلا بعد استلام المقررات كاملة ووضعها في أماكن خاصة للحفاظ عليها، أو تسليمها للمستودعات للاستفادة منها، ورصد جوائز تشجيعية للطلاب الذين يحضرون كتبهم سليمة ونظيفة ومكتملة. وكان الطلاب قد أدوا اختباراتهم في مختلف المناطق. وتابع أكثر من 300 مشرف اختبارات الطلاب في جدة، بمساندة مديري المدارس والمعلمين، واطمأن مدير عام التربية والتعليم في المحافظة عبد الله بن أحمد الثقفي، على سير اختبارات اليوم الأول، مشيرا إلى أن التقارير الواردة إليه من مديري مكاتب التربية والتعليم في جدة وخليص ورابغ مطمئنة، فيما أربكت مياه الأمطار المتجمعة طالبات وطلاب المدارس في أحياء شرقي وجنوبي جدة عن أداء اختباراتهم أمس، كونها تجمعت أمام أبواب الدخول والخروج لمدارسهم، ما دفع العديد منهم إلى المكوث داخل فناء المدرسة، وانتظار المركبة التي تقلهم حتى تصل إلى باب المدرسة. وأوضحت ل «عكاظ» مصادر مطلعة في شركة المياه الوطنية أنه تم تخصيص عدد من صهاريج الصرف الصحي ضمن مشروع القضاء على طفوحات في جدة، لسحب المياه المتراكمة الناتجة عن ترسبات الصرف الصحي. من جهتها، قالت ل «عكاظ» مصادر مطلعة في أمانة جدة إن تنسيقا يجري بين إدارة التربية والتعليم في جدة والأمانة عبر غرفة العمليات المشتركة لرصد مواقع تجمعات مياه الأمطار أمام المدارس العامة بغرض سحبها، إلا أن البلاغات تؤخذ حسب الأولوية القصوى تبعا لكل حالة، في حين تباشر الحالات الحرجة في حال تواصل مندوبي إدارات التعليم. وأثار تجمع المياه حفيظة أولياء أمور الطالبات تحديدا والطلاب، وبالأخص أنها تركد منذ هطول الأمطار العائدة إلى أكثر من عشرة أيام على محافظة جدة أمام المدارس دون نزحها من قبل الجهات المختصة في شركة المياه الوطنية وأمانة محافظة جدة. ودعا أولياء أمور الطلاب الجهات المعنية إلى سرعة معالجة الأوضاع الراهنة؛ كونها تسببت في نشر بيئة غير صحية تكاثر خلالها الذباب والبعوض الناقل لحمى الضنك، ما قد يؤثر على مستويات أبنائهم الدراسية. من جانبه بين مساعد المدير العام للشؤون التعليمية عبد الرحيم بن مساعد المغربي، أنه درب المعلمين على مواصفات الأسئلة، لافتا إلى أن هناك تأكيدات على تطبيق لائحة الاختبارات. من جهته، بين مدير برنامج تقويم التحصيل الدراسي في جدة حسين الكناني، أن الاختبارات التحصيلية تطبق هذا العام في 168 مدرسة للمرحلتين المتوسطة والثانوية، حيث يتم التصحيح آليا في كافة المدارس. وأوضح مدير عام إدارة التربية والتعليم لتعليم البنات في جدة أحمد الزهراني أن عدد الطالبات المنخرطات في أداء اختبارات الفصل الدراسي الأول أمس، 123455 طالبة في 461 مدرسة للمرحلتين المتوسطة والثانوية، فيما يتابع سير أعمال الاختبارات ميدانيا أكثر من 823 مشرفة تربوية من خلال تواجدهن في المدارس ورفع تقارير يومية عن سير أعمال اللجان لكل مدرسة وتدوين ملاحظاتهن. من جهتها، قالت مديرة إدارة الإشراف التربوي فايزة عون إنه تم معالجة وضع المدارس المسائية والمشتركة لتوفير الجو التربوي للطالبات، كما تم الانتهاء من تحديد برنامج متابعة المشرفات لتغطية جميع المدارس من خلال الزيارات الميدانية للتأكد من سير العمل وتحقيق الأمان والدعم المعنوي خلال هذه الفترة. وأكدت عون تهيئة أولياء الأمور بواسطة النشرات التوعوية التي أرسلت لهم، والمتضمنة إرشادات وتوجيهات تساعد الأسرة على توفير الجو المناسب لبناتها لاجتياز هذه الفترة بثقة واطمئنان، مضيفة «وضعت الإدارة خطة للطوارئ حرصا على بناتنا الطالبات لكي يؤدين اختباراتهن بكل يسر وسهولة». باشرت الفرق الطبية في الوحدات الصحية التابعة لإدارة التربية والتعليم لتعليم البنات في جدة أمس، جولاتها التفقدية في مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية للاطمئنان على الأوضاع الصحية والنفسية للطالبات أثناء تأدية الاختبارات، وتقديم الإسعافات الأولية للحالات الطارئة. وشكلت الفرق الطبية من طبيبة وممرضة مزودتين بحقيبة للإسعافات الأولية مجهزة بالمستلزمات الطبية اللازمة للحالات الطارئة. وواجه الطلاب موجة برد وضبابا كثيفا غطى سماء المنطقة ومحافظاتها في المندق، بلجرشي، القرى، أثناء توجههم إلى مدارسهم لأداء الاختبارات، وبين الطالب عبد الرحمن بن سعود الغامدي (طالب في المرحلة الجامعية) أن الضباب شكل هاجسا للطلاب، ويخشون أن يتسبب في تأخيرهم عن أداء الاختبارات.