عندما يفقد الإنسان أعز وأغلى ما يملكه في الحياة تحاصره الأحزان والآلام من جميع الاتجاهات؛ بسبب شعوره باليأس والإحباط من الحياة بسبب ما واجهه من مصاعب فيها وفقده جميع مقوماتها جعلته يقف عاجزا عن مواصلة سيره في الحياة، ففي تلك اللحظات الصعبة القاتلة لا يجد له منفذا غير الدموع يعبر بها عما بداخله من آلام تكاد تفتك به بسبب ما حل به من مصائب، فعندما تنطفئ شمعة الأمل في حياتنا لا نجد غير الدموع تتساقط من أعيننا منهمرة، دمعة تلي دمعة ترسم شعاعا ساطعا ينطلق من الجفون وسط الظلام الحالك وغربة الأحزان ولا يحس بما في القلب وشقاه أحد من البشر من حولنا، ففي تلك اللحظات الفاصلة في تاريخ حياتنا تخرج من أفواهنا كلمات تعلن التحدي والإصرار وعدم الاستسلام لما أحل بنا من مصائب الدهر التي تكاد تنهي حياتنا لو استسلمنا لها، كلمات تخرج من أفواهنا تعبر عن حالة قلب حارب وصارع أمواج الحياة العاتية وهو في حالة احتضار تام، قلب تحمل العذاب من أجل غد مشرق يعلو تلك الأحزان والدموع المتساقطة، قلب حارب وصارع من أجل البقاء والتمسك بحبل الرجاء والأمل في الحياة وأعلن الإصرار والمقاومة وعدم والاستسلام لما أحل بنا من مصائب تكاد تنهي حياتنا. شذى طلال الردادي مكة المكرمة