تذكرني حكاية البقرات الأربع المصابات بالقلاعية والتي نشرتها «عكاظ» يوم الأربعاء الماضي بقصة الشاب السعودي القادم من أمريكا الذي كشف في مطار الرياض أنه مصاب بانفلونزا الخنازير وقيل له (خليك بالبيت) فسافر مباشرة وعلى أول رحلة للدمام فأثار الرعب وبدأ البحث ليس عنه هو فحسب بل عن كل ركاب رحلة الدمام. وكل من حكاية بقرات القلاعية اللاتي قيل للعامل في سوق الأبقار (خليهم في الحوش) وشاب انفلونزا الخنازير الذي قيل له (خليك في البيت) تذكرني بأننا لا زلنا نفتقد للجدية في التعامل مع نذر الخطر ومؤشرات الكوارث، بل نفتقد لخارطة طريق للتصرف في كل حالة نواجهها حتى لو كانت نتيجة متوقعة لحملة بحث وتقصي أو فحص هام نقوم به للتأكد من وجود شيء نخاف منه، ونبذل الجهد في البحث عنه، لكننا لا نحدد التصرف السليم عندما نكتشفه، ولا كيف نستفيد من هذا الكشف، ولا ندرب من يقومون بالبحث والتقصي ونطلعهم على ما هي الخطوة التالية عند اكتشاف ما نبحث عنه وكيف يجب عليهم التصرف بعد إتمام الخطوة الأولى وهي البحث والفحص، إنهم لا يعلمون ما هي الخطوة التالية فيتخبطون. يا إخوان.. هل من المعقول أو المقبول أن فريق أمانة المدينةالمنورة خرجوا للفحص والتقصي والبحث عن حيوانات مصابة بالحمى القلاعية ومعهم البياطرة وأدوات الفحص وأجهزة التحليل الفوري أو تشخيص الأعراض، وهي وسائل وأدوات وأجهزة مكلفة وجهد بشري مضنٍ، كل هذا وهم لا يعرفون ماذا بعد اكتشاف المرض أو الوباء الحيواني، فينتهي بهم المطاف للطلب من عامل مغلوب على أمره، أو حتى غالب بأمره، بأن لا يتصرف في البقرات حتى إشعار آخر أو حتى تصل سلحفاة الزراعة؟!. سيداتي آنساتي سادتي صدقوني إن العلة ليست في البقرات الأربع المفقودات، ثمة بقرة خامسة تصول وتجول رافعة ذيلها ولها خوار تقفز في كل اتجاه، تلعب وحبل رسنها ليس في يد أحد إنها بقرة الدبرة الضائعة. www.alehaidib.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة