نفى مدير جامعة الباحة الدكتور سعد محمد الحريقي في حواره مع «عكاظ» مقولة «جامعة الباحة مغلقة للداخل» كما يردد البعض، وقال «لسنا بعيدين عن المجتمع وساهمنا في العديد من البرامج لخدمته»، لافتا إلى أن برنامجي «فتاة المستقبل» و«المدرسة الصيفية» ينفيان مقولة إغلاق الجامعة من الداخل، ولم ينكر وجود بعض الصعوبات لجامعة ناشئة ذات طموح عال، تؤسس لخطة استراتيجية بعيدة المدى تجعل منها صرحا مميزا، واعترف الحريقي بوجود نقص في أعضاء هيئة التدريس السعوديين في بعض التخصصات العلمية، مشيرا إلى أنه يسعى لإكماله بالمبتعثين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، مبينا أن الجامعة تسعى لافتتاح وحدات طبية صغيرة في بعض الكليات قريبا، وإطلاق برامج للدراسات العليا في كلية العلوم بالتعاون مع جامعة سويدية، مشيرا إلى أن قبول الطالبات في كلية الطب يتحقق بعد توفير التجهيزات المناسبة للجنسين، فإلى نص الحوار: • في البداية حدثنا عن خطة الجامعة الاستراتيجية. إن الأبرز في الخطة الاستراتيجية للجامعة «تحديد رؤيتها ورسالتها»، فهي الركيزة الأساسية لبناء كل البرامج وتبني الخيارات الاستراتيجية، ولأهمية ذلك حرصت الجامعة على إشراك كل من يهمه الأمر، سواء كانوا من الطلاب أو الإداريين أو أعضاء هيئة التدريس، هذا من داخل الجامعة، أما من خارجها، فقد أشركت كل الفئات المجتمعية، من القطاع الخاص، وقطاع الإدارات الحكومية والأهالي كذلك، ولعلكم تابعتم ورش العمل التي شاركت فيها كل الأطراف المذكورة، وكانت رؤى المشاركين في هذه الورش قيمة، وأخذت جميع الآراء التي طرحت بعين الاعتبار، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ركزت الخطة على التعرف على التحليل البيئي، سواء من ناحية التعرف على نقاط القوة ونقاط الضعف في مجمل عمليات الجامعة، أو التحديات التي تواجهها، والفرص التي يمكن الاستفادة منها لصالح الجامعة والمجتمع، وكذلك رسمت في هذه الخطة الاستراتيجية، الملامح العامة للخيارات الاستراتيجية التي ستتبناها الجامعة في مستقبلها القريب والمتوسط، وندرك أن الأهمية البالغة للتخطيط الاستراتيجي، لن تلغي الأهمية المماثلة للتخطيط التشغيلي، الذي يتضمن وضع الخطط التفصيلية لكل الأهداف والبرامج والسياسات التي خرجت بها الخطة الاستراتيجية، ولأهمية استشعار حاجة وتطلعات المجتمع، سواء كان مجتمع منطقة الباحة أو المجتمع الطلابي، فقد عقدت العديد من ورش العمل شارك فيها طلاب الجامعة وأعضاء هيئة التدريس، كما عقدت العديد من ورش العمل دعت الجامعة لها بعض ذوي الخبرة من المجتمع، وبحضور ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود وكيل إمارة منطقة الباحة، وستبدأ الجامعة قريبا في التخطيط التشغيلي كمرحلة لاحقة للتخطيط الاستراتيجي. قبول 5 آلاف طالبة وطالب • ما هو العدد النهائي للمقبولين في الجامعة من الطالبات والطلاب؟ بلغ عدد المقبولين في كليات الجامعة لهذا العام ما يقارب 5000 طالبة وطالب، فيما بلغ إجمالي عدد طالبات وطلاب الجامعة الدارسين في كلياتها المختلفة ما يقارب 17 ألف طالبة وطالب. • وعلام تعتمدون في تحديد أعداد المقبولين؟ وفقا للإمكانات المكانية والبشرية والتجهيزية المتاحة في كل كلية، وحتى تضمن الجامعة حسن سير العملية التعليمية من خلالها مخرجات مؤهلة تأهيلا مميزا. نستعين بالمبتعثين • ذكرت مصادر مسؤولة في الجامعة أنها تعاني من بطء استقطاب الكفاءات السعودية، وصعوبة استقطاب الكفاءات الأجنبية، ما مدى صحة ذلك؟ هناك ندرة في أعضاء هيئة التدريس السعوديين في بعض التخصصات مثل؛ الطب، العلوم الطبية، الهندسة، الحاسب الآلي، والعلوم، وتسعى الجامعة لاستقطاب أعضاء هيئة التدريس السعوديين من المبتعثين في برنامج خادم الحرمين، أما فيما يخص الكفاءات الأجنبية، فالجامعة حريصة على استقطاب النوعيات المتميزة منهم على الرغم من المنافسة الشديدة لهذه النوعيات من الجامعات المحلية والإقليمية والعالمية لاستقطابهم. • رفضت إدارتكم الاستعانة المؤقتة بالخبرات المميزة في «نظام الإعارة» مع وجود هذا المبدأ لدى جامعات أخرى، لماذا ترفضون الفكرة من البداية؟ الجامعة لا ترفض الفكرة، لكن كما لنظام الإعارة ميزات فله كذلك بعض السلبيات، ومن أهمها عدم تفرغ عضو هيئة التدريس للإقامة بصفة دائمة في الباحة، فكان شرط قبولهم الإقامة في الباحة. • خطوات جريئة لإدارتكم في عقد اتفاقيات تعاون عديدة داخليا وخارجيا، هل هناك نتائج ملموسة لهذه الاتفاقيات؟ لا شك أن ظهور آثار هذه الاتفاقيات يحتاج إلى وقت، فالأمور العلمية بكامل عمقها تحتاج إلى امتداد زمني بأعمال متعددة لتبدأ نتائجها في الظهور. • توسعت الجامعة خلال فترة بسيطة إلى 13 كلية، كما سعت لإقرار برامج لخدمة المجتمع كبرامج الدراسات العليا، ألا ترون أن ذلك يؤثر سلبا على المخرجات في المستقبل كجامعة ناشئة بميزانية محدودة؟ الحقيقة أن ميزانيات الجامعات في هذا العهد الميمون ليست محدودة أبدا، ولا أزعم أننا بلغنا الكمال، ولكننا نسعى لأن تكون خطانا ثابتة، وفي اتجاه الأهداف المنشودة، ومن جهة أخرى، فبرامج خدمة المجتمع كالدراسات العليا هي ممولة ذاتيا، وليست من ضمن ميزانية الجامعة، إضافة إلى عدة برامج أخرى، كما أن إقرار برامج الدراسات العليا المقدمة حاليا في الجامعة تمت وفقا لإمكانيات الجامعة المتوافرة، إضافة إلى ذلك فإن هذه البرامج تنفذ بمشاركة مع جامعات عالمية مكنت الجامعة من استقطاب كفاءات عالمية للتدريس فيها. • السنة التحضيرية منجز يحسب لمجلس إدارة الجامعة كيف ترون نتائجها حاليا؟ لقد كانت نتائج السنة التحضيرية التي تحققت خلال العام الدراسي الماضي ممتازة، واتضح جليا تحسن مستوى الطلاب في اكتساب تلك المهارات. لسنا بعيدين عن المجتمع • هناك من يقول إن جامعة الباحة بعيدة عن المجتمع أو (مغلقة للداخل) معللين ذلك بغياب مساهماتها في حل مشكلات المنطقة الاجتماعية والصحية والاقتصادية والسياحية. الجامعة ليست بعيدة عن المجتمع، إذ لها مساهماتها في القضايا الاجتماعية، ومنها لأول مرة، في برنامج دبلوم الإرشاد الأسري، إضافة إلى تبنيها برنامج (فتاة المستقبل) الذي فيه العديد من البرامج التدريبية التطويرية لفتيات الباحة، كذلك قدمت الجامعة (المدرسة الصيفية) لرعاية الشباب في المراحل العمرية الحرجة، كذلك توقيع اتفاقية تعاون مع جمعية (عناية)، كما ساهمنا ببعض أعضاء هيئة التدريس للعمل في القطاع السياحي. • لماذا لا يسن نظام التطوع لطلاب الجامعة بعدد من الساعات لخدمة المجتمع أثناء الدراسة؟ تطوع الطلاب تحكمه اللوائح والخطط الدراسية لكل كلية، وتوجد ضمن خطط الدراسة للطلاب ساعات تدريبية يقضونها في المؤسسات والشركات والقطاعات المتخصصة الأخرى التي تقع ضمن تخصصاتهم. • لماذا لا يكون هناك ناد لأعضاء هيئة التدريس، ليستفيد المجتمع من لقاءاتهم واستشارتهم وخبراتهم؟ الجامعة على أتم استعداد لتفعيل أي استشارات من المؤسسات المختلفة في المنطقة وفقا للوائح. • ما أسباب تأخر مباني كليات الجامعة في العقيق أكثر من عام عن الموعد المحدد؟ معلوم أن إنشاء المدن الجامعية ليس بالأمر السهل، ويستغرق الكثير من الوقت، خصوصا مع الطبيعة الجبلية لموقع المشروع والتي تأخذ الوقت والجهد الكبير. • وماذا بشأن تأمين المياه والكهرباء للمدينة الجامعية في حال اكتمالها؟ وصل التيار الكهربائي إلى أجزاء كبيرة من المدينة الجامعية، ويجري التنسيق لاستكمال الأجزاء الباقية، أما فيما يخص تأمين المياه، فالجامعة خاطبت وزارة المياه في هذا الخصوص. • أين نصيب فتيات محافظات العقيق من كليات البنات، هل يدفعن ضريبة كون المشروع المنتظر في العقيق؟ الجامعة وضعت ذلك في اعتبارها، وهناك كليات للبنات ضمن مشروع المدينة الجامعية. • أعني في الوقت الراهن في المحافظة قبل انتهاء المشروع الذي سيتأخر سنوات، خصوصا أقسام الطالبات. لا تستطيع الجامعة فتح كلية في كل محافظة، لأن ذلك يؤثر على الإنتاجية. • ما مساحة الحرية لطالبات وطلاب الجامعة في المشاركة في قرارات الجامعة؟ الجامعة مؤسسة تعليمية ما وجدت إلا لخدمة الطلاب وتهيئة الجو الأكاديمي والبحثي والتحصيلي الملائم لهم، ويهمنا في المقام الأول الأخذ بآرائهم في الكثير من الجوانب العلمية والأكاديمية والتنظيمية، لذلك نجري استطلاعا لآراء الطالبات والطلاب، من أجل إخضاع هذه الآراء للدراسة، لنأخذ منها ما يخدم العملية التعليمية والطالب نفسه. • لكن إصداركم «باحة الجامعة» خلا من مشاركات طلابية، ما رأيكم؟ أنت اطلعت على عدد خاص بمناسبة اليوم الوطني، وقد خلا بالفعل من المشاركات، أما سياستنا فإنها تركز على تعزيز دور الطالب في إصدار «باحة الجامعة». • هل لديكم نية لفتح قسم للإعلام في الجامعة؟ هذا ليس من أولويات الجامعة في الوقت الحالي. • إلى أي مدى ترون جدوى افتتاح عيادة طبية مصغرة في كلية البنات لتقديم خدمة أفضل لهن؟ لا يوجد مركز طبي الآن، ونسعى لافتتاح وحدات طبية صغيرة في بعض الكليات قريبا. • متى يقر برنامج الدراسات العليا لبنات الباحة؟ بعض برامج الدراسات العليا موجودة، وهناك مساع للتعاون مع إحدى الجامعات السويدية للبدء في تقديم برامج للدراسات العليا في كلية العلوم للطالبات والطلاب. • لكن لماذا رفض قبول طالبات في كلية الطب؟ الدراسة في كلية الطب لها خصوصيتها، وسنبدأ قبول الطالبات بعد توفير التجهيزات المناسبة لطبيعة الدراسة للجنسين في هذه الكلية. • أين تضع ترتيب جامعة الباحة بين جامعات المملكة؟ جامعة الباحة تسير في الطريق الصحيح نحو تحقيق التميز، ونحن لن ندخر وسعا في تميزها تحقيقا لطموحات ولاة الأمر، وأترك تقييمها للمجتمع من خلال إنجازاتها ومخرجاتها.