• منذ ثلاثة أعوام تزوجت من شاب حلمت أن يكون كل شيء في حياتي، وبعد الزواج اكتشفت أن زوجي مريض نفسيا ويتعاطى أدوية نفسية، وعندما سألت أهله قالوا: إنه يعاني من اكتئاب أصيب به بعد وفاة زوجته التي كان مقترنا بها قبل زواجه مني، ومن شدة مرضه بعد وفاتها، كان يجلس وحيدا ولا يتكلم مع أحد واستمر في ذلك حتى بعد زواجنا، وقررت أن أقف بجانبه وأحاول أن أساعده في تجاوز محنته لكن المصيبة أنني اكتشف أنه مدمن مخدرات ويتعاطاها في غفلة منا وحتى لا افقده أخبرت أهله، وذهبوا به إلى المستشفى وعالجوه، وعقب خروجه من المستشفى عشنا أيام قلائل مرتاحين البال، لكنه ذات صباح ودونما سبب ضربني ضربا مبرحا، وصار يشكك في تصرفاتي وكلامه غير مترابط، ويتخيل أمورا لا أساس لها، وهربت منه إلى بيت أهله، ومنه إلى بيت والدي، بعدها قالوا: إن الأطباء شخصوا حالة زوجي أنه مصاب بمرض الفصام، وبعد أشهر عدت إلى بيتي، لكن حياتنا لم تستمر هادئة فقد عاد إلى حالته السابقة شك وتصرفات غير مقبولة وهلوسة، هذه التصرفات جعلتني لا أشعر معه بالأمان، وأصبحت أمضي معظم الوقت عند أهله، ومن أجل الإنجاب راجعنا المستشفى وجاءت النتيجة أن زوجي يعاني نقصا في الحيوانات المنوية، وعند عودتنا إلى بيتنا طلب مني الخروج منه والذهاب إلى بيت أهلي، وهنا تأكد لوالدي أن حياتنا لن تستقر ومن الضروري أن نفترق وأنني لست مسؤولة عن مرضه، وقد أيده الكثير من أهلي الذين لايريدون مني العودة إلى زوجي، وأصبحت غير قادرة على اتخاذ القرار ولجأت إلى الصمت والبكاء، كيف أتصرف لمعالجة مشكلتي؟ عزة الطائف الواضح أن زوجك مريض فعلا، والواضح أيضا أن مرضه يتطور باتجاه الأسوأ فالمعروف أن تعاطي الشخص لبعض أنواع المخدرات يوصل في مرحلة من المراحل إلى ظهور الشكوك بالآخرين لديه، وهذا ما وصل إليه زوجك، وأشك تماما بأن تكون حبوب المخدرات هي المادة الوحيدة التي تعاطاها، فمن غير المستبعد أن يكون قد تعاطى سواها من المخدرات، ومن غير المستبعد أنه لا يزال يتعاطاها على الأقل بين الحين والآخر، أما قول والدك بأنك لست مسؤولة عن مرضه فهذا صحيح، فهو يتعاطى من قبل أن يتزوجك واستمر بعد الزواج، والواضح أن السنوات التي عشتها معه لم تحمل تحسنا له بقدر ما حملت تراجعا وترديا لوضعه النفسي والصحي، وبالتالي فأنت الآن بلا أولاد، واستمرار حاله على ما هو عليه سيحيل حياتك إلى وضع أصعب مما هو عليه، وأهله لم يعودوا قادرين على ما يبدو على السيطرة التامة على وضعه وحالته، وبالتالي فاستمرار حياتك معه يحتمل أن لا يحمل لك مزيدا من الراحة، وعليك أن تكوني على يقين بأنه إن أبقاك على ذمته فستبقين ولمدة لا يعلم مداها إلا الله وأنت تعانين من مثل هذه المشاكل، وخروجك من حياته بلا أولاد خير من خروجك ومعك أولاد، وإن رغبت بالعودة إليه فعليك أن تتحملي نتائج هذه العودة، أو أن تنجي بنفسك، وتفكري بزوج آخر قد يكون خيرا منه، أما عن الأعراض التي تشتكين منها وهي كثرة البكاء والعزلة وعدم الرغبة بالتحدث للناس، فهذا أمر طبيعي ناتج عن الصراع الذي تعانين منه والذي يجعلك في حيرة بين ما يقترحه والدك عليك وبين رغبتك في أن تعودي لبيتك وزوجك ونتيجة لخوفك من المستقبل بأن لا يحمل لك حياة مستقرة مع زوج آخر، نصيحتي لك أن لا تعودي له إلا إذا أقر بمشكلته وذهب للعلاج، وأن تكون هذه العودة هي آخر فرصة تعطى له.