لست مع ولا ضد المنادين باستخدام التكنولوجيا لضبط قرارات التحكيم في كرة القدم، أرى أن هذه مسألة تكميلية يمكن مناقشتها، فيما بعد، ذلك لأنني أزعم أن القوانين المنظمة والتحكيمية ناقصة، وقاصرة منذ البدء، وإليكم بعض أمنياتي كمحب كروي شغوف حد الجنون بمتابعة هذه اللعبة الفاتنة، أمنيات أتمنى لو أجد طريقا لتقديمها على باب ال «فيفا» كاقتراحات: (1) اقترح، استحداث بطاقة ملونة جديدة يمكن رفعها مباشرة، أو بعد البطاقة الصفراء الثانية، وتعني: وجوب خروج اللاعب المخطئ، واستبداله بلاعب آخر، بحيث لا ينقص الفريق المتضرر أكثر من خروج لاعبه الأساسي، مثل هذه البطاقة، يمكنها أن تسد فجوة كبيرة، فالمسافة الفاصلة بين الإنذار الأول، والثاني شاسعة، خاصة أن عددا كبيرا من الأخطاء المرتكبة لا تستوجب الذبح، حتى إن استوجبت العقاب، ولا بد من وجود آلية تسمح بمعاقبة اللاعب المخطئ، لكنها لا تعاقب الفريق، ولا تكافئ الفريق الخصم، بكل هذه السماحة والكرم، لكنني أؤكد أن مثل هذه البطاقة لا يجب أن تكون بديلا عن البطاقة الحمراء، متى كان الخطأ فادحا، ومضرا بسلامة اللاعب الخصم .. (2) السماح للاعب الأساسي والاحتياطي بالتبديل فيما بينهما، والتناوب في الدخول والخروج عند توقف اللعب في كل فترات المباراة، كما يحدث في معظم ألعاب الكرة الأخرى، ككرة السلة، وكرة اليد، والكرة الطائرة، وأرى أن هذا أقرب إلى العدل من القانون المطبق اليوم، كما أن من شأن هذا التعديل، فيما لو حدث، تمديد فترة اللاعب الموهوب، وتطويل عمره الافتراضي في الملاعب، حيث يصبح بإمكانه اللعب حتى وهو في سن ال 45، بدلا عن عمر الفراشات هذا الذي يسمح لشاب في سن ال 29 باستقبال أسئلة من نوعية: متى تعتزل؟! (3) قانون آخر مطبق في كرة السلة يسهم كثيرا في التقليل من الأخطاء ليته يطبق في كرة القدم، وهو وجوب معاقبة الفريق بضربة جزاء تمنح للفريق الخصم متى زادت أخطاء الفريق الأول عن عدد معين، كأن نقول مثلا: كل فريق تزيد أخطاؤه عن 25 خطأ يعاقب بضربة جزاء مع كل خطأ جديد يتم ارتكابه، على أن يستثنى من هذا العد أخطاء التسلل، وما شابهها .. (4) في حال تساوي أكثر من فريق في النقاط ووجوب الاحتكام إلى إحصائيات معينة لإقصاء فريق، وإبقاء آخر في المنافسة، فإنني أقترح أن يكون الخيار الأول، والقياس الأول، ليس الأهداف، ولا نتيجة اللقاء المباشر بين الفريقين، ولكن لمن منهما أقل خسارة في مباريات المجموعة، فالفريق الذي لعب أربع مباريات مثلا، وتعادل فيها جميعا، وحصد أربع نقاط هو أحق بالبقاء من الفريق الذي لعب نفس العدد من المباريات، لكنه فاز في واحدة، وتعادل في ثانية، وخسر في مباراتين، رغم أنه جمع نفس العدد من النقاط، إنها مسألة محرجة للعدل فعلا، أن يتساوى فريقان على هذا النحو، ثم يتم إقصاء من لم يخسر، ومكافأة من تمت هزيمته، بمواصلة اللعب في بطولة قد يرفع كأسها فيما بعد، معلنا أنه أفضل فرق البطولة، متناسيا هو والقانون الكروي المتبع حاليا، أنه سبق له أن تشرشح، مرة أو مرتين، كما في مثالنا المطروح! (5) كارثة الكوارث في قوانين كرة القدم المتبعة اليوم، تتمثل في منح الحكم تقدير الوقت الضائع للعب، وتمديد المباراة لوقت إضافي، طويلا كان أم قصيرا، والأقرب إلى العدل، فيما أرى تقليل وقت الشوط الواحد إلى 40 دقيقة أو أقل أو حتى الإبقاء عليه كما هو مع ضرورة إيقاف الساعة المؤقتة للعب كلما تطلب الأمر ذلك ..