أصبحت التجمعات المائية التي تكونت في بعض الأحياء جراء الأمطار الأخيرة التي غمرت جدة، تشكل هاجسا مخيفا بعد مضي خمسة أيام على تكونها، ومصدر الخوف أنها بقرب المواقع السكنية وعلى امتداد شوارع داخل الأحياء، حيث يلهو الأطفال ببراءة دون احتياطات لآثار المستنقعات السلبية على الصحة العامة، وسبب آخر لتزايد أعداد الجرذان. وتجاوزت أضرار المستنقعات إلى تآكل الطبقة الإسفلتية لشوارع رئيسة في المحافظة، مكونة حفرا وعائية عميقة أدت إلى أضرار بمركبات عابري الطرق. وأكد ل «عكاظ» مصدر صحي أن بقاء المياه في المساحات الفضاء حتى هذه الفترة منذ هطول الأمطار الأخيرة وتجمعها يحدث بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل للأمراض وانتشار حمى الضنك، وزيادة رقعة التلوث في المناطق التي شهدت سابقا ظواهر مختلفة تمثلت في ارتفاع نسب أعداد الجرذان حسب ملاحظة مرصودة في دراسة أعدتها جمعيات مختصة في البيئة. وأشار المصدر الصحي إلى أن المناطق التي سبق أن عانت من التجمعات المائية قبل هطول الأمطار الأخيرة، معرضة لتجديد البيئة الحيوية، ما قد يعرضها لظهور أمراض جديدة، وبالأخص أن أنواع مختلفة من الحشرات الطائرة والزاحفة والجرذان باتت في احتكاك مباشر مع الإنسان الأمر الذي يؤثر على صحته بطبيعة الحال. من جهتها، قالت المتحدثة الإعلامية في جمعية البيئة السعودية في محافظة جدة الدكتورة ماجدة أبو رأس أن الجمعية لم تدفع المتطوعين إلى المساهمة في سحب المياه الراكدة في مختلف أنحاء محافظة جدة، مرجعة السبب إلى جهود أمانة جدة في تكثيف عمليات سحب المياه في أحياء الأندلس وولي العهد والجامعة، وهو الطريق الذي تسلكه يوميا في ذهابها إلى جامعة الملك عبدالعزيز بدءا من طريق الكورنيش. وأضافت «على عموم المواطنين عدم الاقتراب من أماكن تجمع المياه، وبالأخص الأطفال من صغار السن، كونها يشكل أخطارا كبيرة عليهم وعدم اللعب فيها أو التعرض لها». وأبدى سكان حي الأندلس تخوفهم من ظهور الحشرات الطائرة، ويخشون من تداعيات انتشار المياه بالقرب من منازلهم وأمام مدرستين إحداهما ثانوية والأخرى ابتدائية للبنات. وسجل مراجعون وموظفون في شركة الكهرباء، مستشفى الأطباء المتحدون، وجمعية تحفيظ القرآن الكريم في أحياء الرويس استياءهم من انتشار المياه بالقرب من محيط هذه المرافق، خصوصا أن البعض منها اختلط بالنفايات.