برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالصحة والعافية، وبحضور عدد كبير من المهتمين بالجودة؛ نظمت وزارة التربية والتعليم المؤتمر الدولي للجودة الشاملة في التعليم العام، وهي مبادرة جيدة، فرضتها المتغيرات والتطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات، وخاصة ما يتعلق بتجويد التعليم وتحسين ممارساته. ويأتي هذا المؤتمر في ظل الحراك الإداري والتعليمي الذي تشهده الوزارة، بتركيزها على التطوير النوعي لمختلف جوانب العملية التربوية، من منطلق دورها الرئيس في إعداد مدخلات الجامعات والكليات والمعاهد، إضافة إلى تدريب المعلمين والقيادات التربوية، والكوادر الإدارية التي تحتاجها لتنفيذ خططها وبرامجها المتعددة. وقد ناقش المؤتمر خلال الجلسات الإثرائية، وورش العمل العديد من الجوانب المهمة في مجال إدارة الجودة الشاملة Total Quality Management، وتحديد معايير أدوات تحقيق الجودة وتطبيقاتها، وصولا إلى التميز في التعليم العام، إضافة لاستعراض بعض النماذج والتجارب العالمية لتطبيقات الجودة الشاملة، وأساليب التحسين المستمر لجودة الأداء المدرسي. وعلى الرغم من أن المؤتمر ينظم لأول مرة؛ إلا أنه شهد إقبالا كبيرا فاق التوقعات، وحقق نجاحا لافتا في الإعداد لفعالياته المختلفة، وتنظيم ورش العمل، انعكس أثره على المشاركين من داخل المملكة وخارجها، كما أثبت نجاح منسوبي الوزارة وقياداتها الإدارية من الرجال والنساء في تنظيم هذا المؤتمر، وإعطاء انطباعات جيدة عن الإمكانات والقدرات العلمية والعملية العالية التي يتمتع بها المواطن السعودي. وقد أشاد المشاركون بنجاح المؤتمر، على الرغم من بعض جوانب القصور التي صاحبت فعالياته، وخاصة ما يتعلق بعدم مشاركة المتخصصين في إدارة الجودة الشاملة من منسوبي الجامعات السعودية في إعداد أوراق العمل، وذلك من منطلق العلاقة الأزلية بين مخرجات مؤسسات التعليم العام، ومدخلات مؤسسات التعليم العالي، حيث تعد الجامعات المستفيد الأكبر منها، كما إن جودة التعليم العام، هي حتما جودة للتعليم العالي. ولاحظ المشاركون عدم كفاية الوقت المخصص لتغطية جميع محاور المؤتمر، رغم امتداد وقت بعض الجلسات إلى الساعة التاسعة مساء، وهو ما أزعج بعض المشاركين، لكنه لم يقلل من نجاح كثير من فعاليات ورش العمل. ويبقى الجانب الأهم، وهو ما يتعلق بإعداد خطة متكاملة لتطبيق توصيات المؤتمر لتكون واقعا ملموسا، يسهم في تحقيق الجودة التربوية Educational Quality لكل من الطالب، والمعلم، والمنهج الدراسي، والبيئة المدرسية، وتأهيل القيادات التربوية؛ على أن يتم التركيز في هذه الخطة على نشر ثقافة الجودة بين منسوبي الوزارة، والعمل لتحقيق جودة التعليم العام على مراحل سنوية، تخصص كل مرحلة منها للوصول إلى أفضل معايير الجودة الشاملة في أحد مجالات العملية التربوية والتعليمية. * جامعة الملك سعود كلية التربية [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة.