أخذت الجامعات السعودية في التوجه نحو تميز وجودة البحث العلمي، وذلك كنتيجة طبيعية للحراك المتزايد الذي يشهده التعليم العالي، وما تقدمه الدولة حفظها الله من دعم سخي لتطوير برامج ومشاريع البحث العلمي. وتؤكد أنظمة ولوائح التعليم العالي على أهمية التفرغ العلمي كأحدى الوسائل المهمة لتطوير معارف ومهارات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات، وخاصة فيما يتعلق بالنمو المهني في مجال إعداد الأبحاث العلمية التي تعنى بمختلف فروع المعرفة، وتقدم مقترحات إيجابية لبعض هموم وقضايا المجتمع. ومن هذا المنطلق؛ تمنح الجامعات أعضاء هيئة التدريس السعوديين فرصة الحصول على التفرغ العلمي لمدة زمنية محددة، وتدعمهم بمبالغ مالية لإنجاز أبحاثهم، وزيارة الجامعات والمكتبات العالمية، تصل في بعض الجامعات إلى (150) ألف ريال كحد أعلى. ويفرض المنطق في مقابل هذا الدعم المستمر، أن تخصص مدة التفرغ العلمي لإنجاز أبحاث ذات مستوى عالٍ في مختلف مجالات المعرفة، يمكن أن تسهم في إيجاد الحلول الملائمة لبعض مشكلات المجتمع، أو تأليف الكتب المرتبطة بالمناهج الدراسية، وترجمة المراجع الأكاديمية التي تقدم معلومات متجددة للطلبة ولأعضاء هيئة التدريس على حد سواء، وترسخ مبدأ توطين المعرفة Localization knowledge وفي الوقت الذي تسعى فيه الجامعات لتحقيق الجودة النوعية للأبحاث العلمية المنشورة باسمها، كأحد المعايير المهمة لتصنيف الجامعات عالميا؛ نجد أن بعض أعضاء هيئة التدريس يغردون خارج السرب بتركيزهم على أبحاث لا تضيف أي جديد للمعرفة، ولا تستحق كل الوقت والمال المبذول من أجلها، وقد لا تعود بالنفع على الطلبة، أو تسهم في علاج المشكلات التربوية والتعليمية، سواء في مجال التعليم العام، أو التعليم العالي؛ بل إن بعض مواضيع أبحاث التفرغ العلمي تفسر الماء بعد الجهد بالماء! . وفي المقابل، فإن هناك العديد من أعضاء هيئة التدريس السعوديين الذين أبدعوا وأنجزوا خلال مدة التفرغ العلمي أبحاثا رائدة في مختلف حقول المعرفة، نشرت في مجلات عربية وأجنبية محكمة، وحصلت على جوائز عالمية، وأصبحت أبحاثهم ومؤلفاتهم مرجعا للباحثين والمهتمين على المستويين المحلي والعالمي. وتتولى مجالس الأقسام والكليات، والمجالس العلمية في الجامعات مسؤولية إجازة مواضيع أبحاث التفرغ العلمي لأعضاء هيئة التدريس، وهو ما يتطلب اختيار مشاريع الأبحاث التي تشكل إضافة حقيقية للمعرفة، وتتوافق مع طموحات القائمين على التعليم العالي للارتقاء بالبحث العلمي إلى مصاف الدول المتقدمة، وتحقيق الفائدة العلمية لأعضاء هيئة التدريس، والطلبة، وتعود بالنفع المادي والمعنوي على الجامعات، وتسهم في الحد من الهدر التربوي Waste Educational بمختلف أشكاله، وتقدم أفكارا مبتكرة، ومقترحات ومخترعات علمية مفيدة تخدم الوطن والمواطن. * جامعة الملك سعود كلية التربية [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة