هبت في الأسبوع الماضي وبداية هذا الأسبوع رياح وعواصف كان من بوادر بعضها الخير، إذ جادت السماء بالغيث وإن كانت أخطاء الإنسان سببا في إهدار بهجة الفرحة من تداعيات أضرار الأمطار وما نجم عن ذلك من أضرار بالغة لحقت بالأنفس وبالممتلكات.. وهي أخطاء تتكرر في كل عام نتيجة عدم مصداقية من قام على مشاريع البنية التحتية ومن نفذها.. في غياب ضمير المواطنة الحية وهذا عمره سنوات وسنوات. عقدة الكرة السعودية وضمن هبوب الرياح العاتية، كانت هزيمة الفريق السعودي في الدورة الآسيوية وسقوطه المريع، وإن كان الأمر ليس بمستغرب، ولعل تصريحات مدربه السابق جوزيه بيسيرو في الشرق الأوسط قد وضعت النقاط على الحروف. بيسيرو وضع الفريق النواة وللتاريخ وبأمانة ولكل من يتجرد من التبعية والعاطفة، فإن بيسيرو قد وضع نواة فريق الأمل ونجح في إعداد فريق المستقبل وفي إعداد فريق متجانس متفاهم يليق بوصف فريق كرة قدم، وارتفع بالقدرات اللياقية والمهارات الأساسية، ونجح اللاعبون في قراءة خطة المدرب (ولأول مرة من خلال متابعتي للكرة السعودية فوق ما ينيف عن نصف قرن).. لمس النقاد والمراقبون روح الفريق تسود الأداء الجماعي، وبدأت تباشير الرضى والقبول والانفتاح وإشراقة أمل جديد ترقى فوق تراكمات الأخطاء المزمنة التي استشرت منذ عشرات السنين وطبعت بل كانت سمة الكرة السعودية، وهي تعكس في وضوح نظرتنا المادية التي تحكم تصرفاتنا، فعمدنا إلى الاستعانة بأساطين وجهابذة المدربين في العالم بل نجوم النجوم الذين حققوا الكؤوس لأفضل منظومة في العالم؛ أعني البرازيل، لكن ليس بالمال وحده نصل إلى منصات التتويج، بل هناك عوامل كثيرة كنا نقفز من فوقها ونتجاوزها، رغم الدروس الكبيرة وإراقة معنويات جماهير الكرة، ولكن كل ذلك يذهب أدراج الرياح والدرس لا يستوعب، بل نعيد الكرة تلو الكرة في بلادة وعفوية وغشامة، حتى أننا أصبحنا مضغة في أفواه العالم ومحل تندر وسخرية والغلطة نفسها تتكرر، فقد نجح المدرب كما أسلفت في دورة الخليج في اليمن وقدم فريق الأمل وفريق المستقبل ولكن مع هزيمة سورية كالعادة كان هو الضحية. العيب في المفهوم الإداري لم تكن الهزيمة في يوم من الأيام عند العارفين ببواطن الأمور هي المقياس، فأسياد الكرة في العالم البرازيل وألمانيا وإيطاليا والأرجنتين وإسبانيا وإنجلترا يواكبهم النجاح حينا ويخذلهم أحيانا، ولكن لا يعني هذا نهاية العالم ولا يكون سببا في التشنج والتصريحات النارية وتغيير المدربين حتى أصبحت ظاهرة ووصمة عار تلاحقنا في كل محفل، فنحن نغير المدربين (كما نغير بشوتنا). الحلول المطلوبة العودة إلى فريق المدرب السابق الذي مثلنا في دورة الخليج علينا ألا نستعجل حصد النتائج والبعد عن البحث عن الأسماء اللامعة، فذلك سوس ينخر في كيان الأندية وتجربة الاتحاد مع محمد نور (اللاعب السلطان) وسياستة العنكبوتية، كانت وراء ضياع وإهدار الفرص على الاتحاد الذي يقترب من المراكز الأولى ثم ينحدر، والبركة في قائده الذي له نفوذ على اللاعبين والإداريين ومحاربة كل نجم صاعد. والمراقب يصطدم بحقيقة مرة وهي أنه ليس من بين إداريي الاتحاد من يجرؤ على إقصاء هذا اللاعب ليستقيم الوضع، فالإنسان (يبتر جزءا من جسمه) لتستقيم صحته. لا بد من فصل اتحاد الكرة واختيار أعضائه بالانتخاب الحر دون إملاءات أو تدخل وإعادة إطلاق حرية الاستثمار في الأندية وسيادة الاحتراف. رعاية الرياضة في المدارس وإشاعة الساحات الرياضية في الأحياء كفرق الحواري. الجوهر شأنه شأن الكرة السعودية وناصر الجوهر الذي كان حاضرا في هذه الأيام ونال حظه من الشهرة الواسعة وكان الله في عونه من النكات والترشيحات التي طالته.. وهذه ميزة من الظلم ألا نحسبها له فقد ساهم في إشاعة نكات التنفيس من الاحتقان، الذي عبأ مشاعر الجماهير في أعقاب الهزيمة المرة. وناصر هذا عنده القدرة لأن يكون شيئا مذكورا ولكنه أيضا ظل رديفا ولم يحاول أن يطور مفهومه وأسلوبه، من أن يكون طالبا في إحدى أكاديميات التدريب الرياضي، أو دورات لملازمة مشاهير المدربين وخاصة في البرازيل، وكان هو عبد المأمور، لديه الجاهزية لأن يقول (سم).. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة