رأت الروائية سالمة الموشي أن كاتبات الرواية في المملكة لا يقرأن بوعي كاف، مشيرة إلى أن رواية «بنات الرياض» للكاتبة رجاء الصانع، حاولت خرق البناء التقليدي للمجتمع، وطالبت الموشي بإدراج الرواية على القائمة السوداء في معارض الكتاب والمكتبات. وأضافت، «الرواية أوجدت تيارا واهيا اتخذ نموذجا مما يعيدنا إلى نقطة البدء، حيث يكون النص دون هوية أو رؤية إبداعية». واستطردت الموشي قائلة «إن الحاجة إلى الحضور في نسق الفكر والثقافة أصبح ضرورة وليس ترفا وتكمن كارثة عدم تحقق هذا الدور أننا لم نحظ بأفراد وإناث وكاتبات يقمن بالدور الذي يوقظ هذا الكائن المستلب النائم في صمت التاريخ الطويل من خلال هذه القراءة للراهن الروائي النسائي، وأجد أنه حان وقت قراءة روايات النساء، كأدب وليس كسجلات اجتماعية، فالتاريخ حتما لا يقبل بالطارئ». ورأت الموشي أن من ينتج النص عليه أن ينتج المتغير وأن يستمر في علاقة جدلية مع الحقيقة، وقالت «في نماذج مختلف النصوص السابقة هناك دائما موقف متأثر لكن ليس لديه أدنى احتمالات لأخذ النص ليكون ملاذا واعيا أو استراتيجية وعي خلوصي من أي نوع، فنادرا ما نقرأ رواية نسائية تتمتع بالخلفية الفلسفية أو الاقتصادية أو السياسية وكأن أدب المرأة لا يجب أن يعبر عن نصوص نسائية أدبية تحمل فكرا فذا تقدميا يطرح حلولا بديلة». وزادت الموشي، «إن واقع الرواية النسائية يشير إلى أننا ما زلنا نقرأ نصا حكائيا وليس نصا تفكيكيا يعيد صياغة الأشياء والمسميات والرموز، فحين تحاول امرأة أن تعرف بنفسها عبر الكتابة الروائية فإنها تبدأ بالقول: (إنني امرأة) وما من رجل يفعل ذلك في الكتابة، فالكتابة هنا تلحق بها سمة بنائها على نسق التعبير ب (المرأة هنا)، وهذا نتيجة اختزال صورة ذهنية تشير إلى أن الكتابة الروائية يجب أن تكون في بنائية النص حكائية بحتة كمعادل للذات الأنثوية المقهورة المتألمة». ولفتت الموشي إلى أن الرواية النسائية مرت بثلاثة أطوار مختلفة: الطور الأول المؤنث الذي تضمن نصوصا مباشرة، والطور الثاني غير مباشر ويطرح بعض الرؤى بين سطور النص، والطور الثالث هجين بين التوجهين إلا أنه لا ينتج خطابا واضحا في النص الروائي. وكشفت أن النساء الكاتبات غالبا لا يقرأن بوعي كاف ما يكتب من نقد حول تأطير هويتهن الفكرية فيأخذن الأفكار المبطنة التي تطرح لهن باعتبار أن هذا ما يتوجب على النساء كتابته أو التعبير عنه، وهنا تصبح الكاتبة سجينة عالم نقدي يفرض عليها قيودا تعيق تطورها الفكري والإبداعي داخل النص الروائي. وأشارت إلى أن السمة الغالبة في مسيرة البحث عن الذات داخل نص ما زالت شعورا خاصا واغترابا وترحالا لفظيا بحثا عن هوية مفتقدة بممارسة الكتابة الشعورية النفسية لتعويض الفقد المستمر الذي تكابده الذات في علاقتها بالمكان والشرط الاجتماعي، وهناك لغة روائية تتمدد خارجا فقط محققة قدرا من الامتلاء الشعوري.