استكمالا لما طرح في مقالة الأمس عن حالة من أسميتهم «أسياد العذاب» وإحساسهم بالحق الحصري في تعذيب المرأة بدون أن يردعهم رادع وسط غيبوبة الوعي بخطورة تجردهم من إنسانيتهم ويضعهم في خانة الوحوش ماداموا يتقمصون الأدوار المتوحشة بإيصالهم أقرب الناس إليهم إلى ساحات التقاضي ومنظمات حقوق الإنسان للتخاصم حول قضايا حسمها الشرع .. ولأنه مادامت المرأة تتعذب فللحديث بقية .. دائما. نهاية العام الميلادي 2010 صفعنا الخبر التالي: معلمة في الثلاثين من عمرها بعد أن طردها زوجها للشارع ورفضت دار الحماية الاجتماعية بجدة استقبالها بحجة عدم تعرضها للعنف، لجأت إلى فرع هيئة حقوق الإنسان الذي أحالها إلى شرطة جدة للبت في قضيتها. (نلاحظ نوعية وكمية المرمطة)!! كانت المعلمة تزوجت مسيارا من (إمام مسجد) هربا من أخيها الذي يريد الحصول على (مرتبها بالكامل) وفقا لمعلومات هيئة حقوق الإنسان، ذكرت المعلمة أن زوجها إمام المسجد (اشترط بعد الدخول بها أن يكون زواجها مسيارا وأن يحصل على نسبة من راتبها وعدم النفقة، وتحملها هي كافة نفقات السكن والمعيشة، واستغلال ضعفها للموافقة على شروطه، وأنه كان يختفي عن منزلهما لفترات طويلة، مما جعلها تشعر بوحدة قاتلة) وهي مفارقة أن يطردها من منزل هي من يتكفل بنفقاته من فرط التمتع بالسطوة..!! جذور مثل هذه المشكلات منطلقة من غيبوبة فهم (القوامة) الحالات المتجهة إلى منظمات حقوق الإنسان أو ساحات التقاضي قاسمها المشترك عدم أهلية الرجل إلى قيادة أسرة وفشله الذريع في احتواء زوجته وأبنائه وبدلا من تسريحها بإحسان يقدم لها العذاب ومساحات شاسعة من الوجع .. وتمكنه البيروقراطية وافتقار الأنظمة للمرونة والتحلي بالحس الإنساني من واضعيها إلى أن يحول حياتها فعليا إلى قطعة من الجحيم. نحتاج ثورة تنويرية تعيد لمفهوم القوامة وهجه ومعانيه .. يردد الكثير من رجال اليوم أين من تحذو حذو الجدات والأمهات من نساء اليوم والاستشكال المقابل أين الرجال من كان الرجل منهم يستمد أقصى درجات الرجولة من فهمه لقيمة القوامة ومعانيها السامية المرتبطة بتحمل الرجل مسؤولياته!! بعض ذكور اليوم من أشباه الرجال يريدون المرأة شيئا يعبثون به ثم يلقونه في الشارع .. إنهم يمجون القوامة ويسيئون استخدامها من خلال طرح مفهوم التعسف على مصراعيه .. وستتردى الأوضاع ما لم تتحرك النخب لتحقيق الاستنارة اللازمة .. وما لم تعامل المرأة على أنها مواطن كامل الأهلية لا يحق لأحد كائن من كان الاستهانة بها وبحقوقها ومصيرها فالأرقام في تفاقم وغدا مؤسسات الدولة ومنظمات حقوق الإنسان لن تحتوي هذا السيل الهادر من الحالات الناتجة عن الفهم المغلوط»للقوامة». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة