أوضحت الاختصاصية الاجتماعية في هيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية نور الحواس ل«الحياة» أن «حالات العنف التي ترد إلى الهيئة غالبيتها ضرب رجال لنساء، مشيرة إلى أن «نظرة عدم الاحترام للمرأة، وفهم قوامة الرجل بشكل خاطئ، يفاقمان موضوع العنف» مؤكدة ان «تسلط الرجل على المرأة ابرز أسباب العنف، إضافة إلى الفقر والبطالة، فالعديد من الأسر الفقيرة تواجه مشكلات العنف، وتحديداً العنف الجسدي، فيتم التعامل مع الحالات بسرعة طلب تقرير طبي لتوثيق ما حصل، ومنها نبدأ في التعرف على الأسباب». وأشارت إلى أن من ضمن الحالات التي تردنا «العنف المدرسي، وعنف الأطفال، ويتم التعامل مع الأول من خلال الرجوع إلى المدرسة ذاتها ومخاطبتها، لمعرفة أسباب حدوث الواقعة»، موضحة أن «الهيئة تعمل إحصاءات كل ستة شهور لمعرفة مستوى العنف، والى أي مدى يمكن التقليل من حالات العنف الأسري والمجتمعي، عبر نشر الوعي والكشف عن الحالات دون تردد خصوصاً أن المسائل يتم التعامل معها في سرية تامة وبهدوء للوصول إلى الحل الامثل»، مؤكدة أن الهيئة تسعى إلى تنفيذ وترجمة «توصيات الملتقيات التي تقام إلى واقع، من خلال التواصل مع المعنيين لحماية حقوق المرأة والطفل». إلى ذلك، أقام الفرع النسوي لهيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية بالتعاون مع برنامج الأمير محمد بن فهد للتأهيل والتدريب، أول من أمس، محاضرة بعنوان (العنف الأسري) قدمتها الحواس، وعرفت فيها مفهوم العنف وأنواعه الجسدي، والعاطفي، والاقتصادي، والاجتماعي. وتناولت مؤشرات التعرض للعنف وغالباً ما تكون إصابات متكررة بحجة التعرض لحادث أو الغياب المتكرر والمفاجئ من العمل أو المدرسة، وكثرة الاتصالات الهاتفية التي تضايق الضحية، والخوف المفرط والبعد والعزلة عن الأهل والأصدقاء، إضافة إلى التأخر الدراسي. ولفتت النظر إلى انه من المحتمل أن يتعرض الشخص للعنف في أي مكان في المنزل، والشارع، والمدرسة. وذكرت سبل الحماية من العنف الذي يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، ومنها التحدث علناً ضد العنف، واتخاذ الخطوات العملية في التصدي لحالاته، ومساعدة الضحايا بإيصالهم لمراكز الحماية والتوعية والتثقيف في هذا المجال. واستعرضت المبادرات الوطنية التي اتخذت للحد من العنف، سواء من برنامج الأمان الأسري، أو دار الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية، أو لجنة الحماية والإيذاء من العنف في وزارة الصحة، أو هيئة حقوق الإنسان، والشرطة. واستعرضت (الحواس) بعض القصص الواقعية من واقع عملها في الهيئة، إضافة إلي فيلم قصير يعرض حالة عنف تعرضت لها فتاتان. وأشارت إلى أن «ما تم سرده من قصص واقعية تمثل الحقيقة، وهي قصص مؤلمة تجسد معنى العنف الحقيقي الذي يحدث في المجتمع».