منذ ما يقارب ربع قرن وضعت لوحة لإنشاء أول مستشفى في مركز صمخ جنوبي محافظة بيشة، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لم يتحقق شيء على أرض الواقع، رغم مطالبات الأهالي ببدء العمل في إنشائه. وفي الوقت الذي عبر فيه أهالي المركز عن معاناتهم من تأخر تنفيذ المستشفى، أكد الناطق الإعلامي، مدير إدارة الإعلام الصحي والعلاقات العامة في الشؤون الصحية في منطقة عسير سعيد النقير، بأن ميزانية صحة المنطقة للعام المالي الحالي 1432 1433ه تضمنت استحداث مستشفى بسعة 50 سريرا لسكان صمخ، وقال «سيتحقق طلب الأهالي باعتماد المستشفى وفق ما يعتمد لصحة المنطقة في ميزانية الدولة لهذا العام». إلى ذلك، حكى محمد القديني نائب إحدى قرى المركز قصة مستشفى صمخ الطويلة بقوله «منذ عام 1408ه ونحن ننتظر رؤية هذا المستشفى واقعا ملموسا، وليس ضربا من الخيال، واستغربنا أن تبقى لوحة الأرض المخصصة لبناء المستشفى منصوبة منذ عام 1408ه وحتى عام 1432ه دون اتخاذ ولو خطوة واحدة لبناء صرح طبي يخدم آلاف السكان وعشرات القرى والهجر». حسين الشهراني رئيس مجلس التنمية في صمخ، يروي قصة مؤثرة حدثت له أكثر من مرة بسبب عدم وجود مستشفى في المركز فقال، «زوجتي حانت ولادتها فذهبت بها إلى المركز الصحي فوضعت ثلاثة توائم في بلاط ممرات المركز، وتوفوا جميعهم نتيجة نقص الأكسجين، ولعدم توفر الرعاية الصحية الأولية في المركز الصحي». من جانبه، قال محمد غندف أحد سكان صمخ، «كلما وقع حادث مروري اضطررنا لنقل المصاب إلى مستشفى الملك عبد الله في بيشة على بعد أكثر من 100 كيلو ذهابا، وقبل وصولنا يكون المصاب فارق الحياة أو تضاعفت إصابته»، لافتا إلى أن «الضغط الكبير على عيادات مستشفى الملك عبد الله في بيشة، جعل مواعيد مراجعة النساء والشيوخ والأطفال بعد أشهر، رغم أنهم لا يستطيعون تحمل آلام المرض والانتظار كل هذه الفترة الطويلة». وبين منيف الشهراني، أنهم يطالبون ببناء مستشفى، خصصت له الأرض بموجب صك شرعي صادر من كتابة عدل بيشة في شهر شوال من عام 1408ه، (تحتفظ «عكاظ» بصورة من صك إفراغ الأرض لصالح وزارة الصحة). ويتساءل أهالي صمخ: إلى متى ننتظر تحقيق حلم طال انتظارنا له أكثر من 20 عاما دون أن تتخذ وزارة الصحة خطوة جدية واحدة لتحقيقه؟. يذكر أن مركز صمخ يقع جنوبي محافظة بيشة بأكثر من 100 كيلو متر، وهو من أقدم المراكز، أنشئ عام 1373 ه، وتتبعه نحو 30 قرية وهجرة ويسكنه أكثر من 20 ألف نسمة.