أوضح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ أن كلمة «تدبر» أخص من كلمة «تفسير»، وأخص من معرفة المعاني، مشيرا أنها تحتاج لملكة علمية تجمع بين فهم الاعتقاد الصحيح وفهم أصول التعامل مع القرآن الكريم. وأكد أن المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، حين درس رفع مستوى الجمعيات تعليميا وإداريا وماليا، كان من ضمن ما طرح ضرورة التدبر «لأن التفسير معرفة المعنى الإفرادي للكلام، لكن التدبر هو تنزيل هذه المعرفة لخطاب القلب، فيما يظهر لي من تحرير الكلمة». وقال آل الشيخ في ورشة العمل «تدبر القرآن في حلقات التحفيظ»: «إن المدارس الفكرية في تفسير القرآن متعددة، فهذا نزع إلى تفسير بالرأي المجرد أخذا من التدبر، وآخر نزع إلى تفسير علمي مجرد بغرض الإعجاز بنزعة إلى التدبر، وثالث نزع إلى مدرسة سلوكية صوفية أخذا من التدبر». وكانت ورشة العمل، التي نظمتها الإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في الوزارة بالتعاون مع مركز تدبر القرآن للدراسات والاستشارات، قد دعت في توصياتها إلى إخضاع مناهج التدبر وبرامجه إلى معايير محكمة، والعناية بالتأصيل المناسب للمعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات، وتوطين منهجية التدبر في جمعيات التحفيظ، وتهيئة بيئة الحلقات للتدبر، والتزام منهج السلف في التدبر، وتفعيل دور الجامعات والكراسي البحثية، وتأهيل المعلمين. وهدفت الورشة إلى تفعيل الارتباط بكتاب الله، وتفهم معانيه، والوصول إلى التخلق بأخلاقه، والعمل بأحكامه، ناقشت عدة محاور؛ منها: تأصيل التدبر، وقواعده، وضوابطه، ومناهج مقترحه لتدبره في حلقات التحفيظ.