شددت ورشة عمل متخصصة في حلق ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، على أهمية تبني عقد دورات تدريبية مستمرة للمعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ينفذها متخصصون في التفسير، وعلوم القرآن، مع العناية ببناء الحقائب التدريبية وإجازتها علمياً وإدارياً. وطالبت الورشة في توصياتها التي أصدرتها في ختام أعمالها أخيراً، بالتزام مناهج السلف الصالح وهديهم في تدبرهم القرآن والوقوف على ذكر أحوالهم وتراحمهم وقصصهم. ودعت إلى العناية بالتأصيل المناسب للمعلمين والطلاب والطالبات وتعريفهم بضوابط التدبر وقواعده، وتخصيص زاوية في المواقع الإلكترونية التابعة للجمعيات أو موقع خاص لاستشارات التدبر العلمية والتربوية، وهاتف خاص يجيب على أسئلة واستشارات المتدبرين. وأكدت ضرورة تفعيل دور الجامعات والكراسي البحثية في التدبر، خصوصاً أقسام القرآن الكريم وعلومه، وتخصيص باحثين لخدمة التدبر ومستجداته، مصطلحاً وتطبيقاً، وعقد حلقات نقاش لذلك بالتعاون مع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه. ونوهت إلى أهمية تهيئة بيئة الحلقات للتدبر، وتضمين الإشراف ما يعين على تملك الطلاب مقومات التدبر وأدواته ووسائله، كمعرفة عظمة الله تعالى وقدسية وحيه، وفهم مقاصد الإسلام ومحاسنه، وتحسين المستوى اللغوي، وفهم الغريب، وتنمية ملكة التركيز، وقراءة التفسير الميسر لما يحفظ، وتحسين الصوت بالقرآن، وتكرار تلاوة الآية والتؤدة في التلاوة وتجنب الإسراع، والحث على التلاوة في الليل، وسماع القرآن بخشوع، والتدارس الثنائي، وتغليب الضبط والإتقان على مجرد الحفظ من دونه، وغير ذلك مما يعين على التدبر ويدفع ما ينافيه. وركزت التوصيات على إخضاع مناهج التدبر وبرامجه لمعايير محكمة، وذلك بوضع معايير علمية تربوية لتقويم وضبط برامج ومناهج التدبر المقترحة في أوراق العمل مع التجربة العلمية لأنسب تلك المناهج والبرامج، تحت إشراف علمي تربوي، إضافة إلى تشجيع مشرفي الحلقات على إبداع برامج أخرى، ونقل التجارب بين الحلقات داخل المملكة وخارجها، وصولاً إلى تطوير منهجيات عدة لمستويات عدة للتدبر في الحلقات وبما يتناسب مع المستوى التعليمي، وإمكانات الحلقات والدور، قدر الإمكان. وأوصى المشاركون في الورشة بتنظيم الفعاليات المتخصصة ومنها، عقد مسابقة كبرى لتدبر القرآن تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية، بما يؤدي إلى التكامل مع المسابقات الدولية لحفظ كتاب الله وتجويده، وإقامة مؤتمر دولي خاص بالتدبر، تتبناه وزارة الشؤون الإسلامية، أو إحدى الجامعات السعودية، وإقامة الملتقيات والدورات التدريبية لتدبر القرآن الكريم، وذلك على نطاق حلقات ومدارس ودور تحفيظ القرآن الكريم. كما دعا المشاركون إلى تشكيل لجنة لتفعيل هذه التوصيات، والإفادة من أوراق المشاركين في هذه الورشة، ومن أوراق الملتقى الأول والثاني لتدبر القرآن الكريم، لتتكامل فيها الإدارة العامة للجمعيات مع مركز تدبر للدراسات، لتحقيق المصلحة العامة والهدف من مثل هذه الورشة. يذكر أن ورشة العمل عقدت في مدينة الرياض خلال الشهر الماضي، وشارك فيها جمع من العلماء والمتخصصين، برعاية وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ.