مع إطلالة ما أعلنته وزارة المالية من تباشير بالميزانية الضخمة للدولة هذا العام، قال لي أحد الناصحين ونحن نسير في إحدى الطرقات لقد تأملت كثيرا ما أخبرني به أحد رؤساء الهيئات الخيرية في ديارنا السعودية من أنه يقوم على الإنفاق على آلاف الأسر الفقيرة المعوزة في إحدى المناطق، فقلت لصديقي ما الجديد فيما أخبرك به فقال أوصل الحال بنا إلى حاجة فقرائنا للجمعيات الخيرية لماذا لا نقترح نحن الناصحين على مجلس الشورى أن يدرس توصية برفع المعونة الشهرية التي تتقاضاها كل أسرة فقيرة لا تخلوا من أرملة أو يتيم أو أن قيم تلك الأسرة لم يجد عملا إما لعجزه عن العمل أو لتعذر حصوله على عمل. فقلت لصديقي إن رافد الجمعيات الخيرية يمثل صورة مشرقة من صور التراحم والتعاطف بين أفراد المجتمع فقيرهم وغنيهم. وبعد أن وصلت لداري فتحت التلفاز وقلبت في قنوات ثقافية وفكرية وسمعت في إحدى القنوات الفضائية لقاء تلفزيونيا أجرته تلك القناة مع امرأة فقيرة أرملة سعودية وهي تسرد معاناتها وتصف فقرها وعوزها وكمرات القناة تصور مسكنها وما ينطق به من الفقر، فتألمت كثيرا لما آل إليه حالها ولا أملك إلا دعوات صادقات بأن يجبر الرحمن مصابها. وفي أحد الأيام خرجت من درسي العلمي فاستوقفتني امرأتان تستفتيان تقول الأولى يا شيخ نحن فقيرتان سعوديتان اختلفنا في حكم أخذ اللباس الموجود في حاويات قرب المساجد هل يجوز أم لا؟ مع أن تلك الحويات تجمع فيها ألبسة للفقراء ونحن في حاجة شديدة إليها، فتذكرت كلام صديقي وقلت لماذا لا نشير على المسؤولين من خلال مجلس الشورى برفع معونة الضمان الاجتماعي ونحن على يقين بأن أولئك المسؤولين على خير ويريدون الخير وهم كبقية المواطنين يتطلعون لمزيد من إسعاد المواطن السعودي، ومثل نصائحنا تعضد جانبهم وتعينهم على فعل الخير للوطن والمواطنين وأني أجزم أنه يختلج في نفس كل مواطن أمنية يشترك الجميع في ترقب تحققها إنها ليست زيادة في الرواتب ولا أحداث وظائف للعاطلين؛ لاكنها أجل وأسمى من ذلك إنها ما نترقبه من أرادة من مجلس الشورى تصنع السعادة في نفوس ضعفاء حري بنا أن ننصت لشكواهم أنهم الأرامل واليتامى والمساكين والفقراء. * المشرف العام على الدعوة والإرشاد في المدينة [email protected]