حذر بيطريون ومختصون في مجال الطب البيطري، متناولي حليب النوق من ميكروب البروسيلا المنتشر، ولفتوا إلى أنه يتسبب في عقم للذكور وإجهاض للإناث حين شربه. وقال طبيب بيطري مختص في علم الحيوان، أن ميكروب البروسيلا منتشر في الإبل بكثرة، حيث يوجد في الأعضاء التناسلية للناقلة، ولا ينتقل الميكروب إلا عن طريق حلبها، مؤكدا أنه كلما زاد إدرار الناقة من الحليب زادت الميكروبات بشكل عام والبروسيلا بصفة خاصة. وذكر أن ميكروب البروسيلا من الفيروسات التي تنتقل من الحيوان إلى الحيوان ومن الحيوان أيضاً إلى الإنسان، إذ تصيب الذكور منهم حين شربهم الحليب بالعقم والإناث بالإجهاض، لافتا إلى أن الفيروس يتكون في الحيوان نتيجة التغذية السيئة كالمراعي الملوثة أو غيرها من الأمور التي تتعلق بتغذية الحيوان. وأكد البيطري أن من أعراض مرض انتقال ميكروب البروسيلا على الإنسان، تفاوت في درجة الحرارة إما انخفاضا وإما ارتفاعا، الشعور بالإجهاد، لافتاًً إلى أن أعراضها في مجملها قريبة من أعراض الملاريا. في حين رأى أطباء بيطريون، أن توجه بعض ملاك ورعاة الإبل إلى حقن نوقهم بإبر هرمونية منشطة لزيادة إنتاجها من الحليب يفاقم المشكلة، وهم يلجأون إلى ذلك طمعا في الربح المادي من خلال بيعه على المستهلك بأبسط الطرق، حيث يمكن أن تدر الناقة كميات كبيرة من الحليب على غير عادة الإنتاج الطبيعي بعد حقنها بإبر هرمونية منشطة، يزيد من احتمالية انتشار هذا الميكروب، وذلك باعتبار أن هذا الميكروب لا ينتقل للإنسان إلا عن طريق حليب النوق، ولا سيما أن الحليب ذاته يعد بيئة آمنة لانتشار هذا النوع من الميكروبات، كونه يعيش فيه لفترات طويلة. وذكر الدكتور محمد سلمي، بيطري، أن حقن الإبل بإبر منشطة قد يتجاوز انتقال ميكروب البروسيلا الذي يصيب بالعقم والإجهاض، إلى تأثيرات جانبية في صحة الناقة أو المستهلك معا مع مرور الوقت. وفي شأن حقن الإبل بإبر منشطة لزيادة كميات حليبها، عد مهتمون بتربية الإبل أن حقنها مع مرور الوقت وبصفة يومية قد يفقد حليبها الفائدة المرجوة منه وذلك لفقده كثيرا من العناصر الأساسية فيه وتحوله إلى سم وخطر على حياة الناقة أو المستهلك – حسب قولهم – وذلك لأن الحقن يسهم في اضطراب هرمونات الحليب ويفقده فائدته. ويوجد باعة الحليب في المناطق القريبة على الطرقات السريعة القريبة من المناطق السكنية بشكل كبير، ويعمد البعض منهم إلى حقن إبله بالإبر الهرمونية المنشطة ليكون هناك إنتاج وفير يغطي الطلب المتزايد عليه. ويلقى حليب النوق إقبالا جيدا خاصة مع حلول الشتاء خاصة عند تسخينه واتباع الطرق الصحيحة لاستهلاكه، إلا أن الطمع دفع البعض منهم إلى ممارسة بعض الطرق غير السليمة التي تتسبب في إلحاق الضرر بالمستهلك والناقة المعطاة هذه الحقن الهرمونية.