بلغ عمق البئر الجديدة التي يجري حفرها لانتشال مفقودة بئر مقر شنيف نحو 39 مترا، وعلمت «عكاظ» أن عمليات الحفر التي تتولاها شركة عالمية بواسطة حفار عملاق وصلت أمس إلى مستوى المياه التي بدأت تظهر مع كميات الأتربة المستخرجة من قاع البئر الجديدة، فيما لم يتحدد بعد إن كانت مياها جوفية أو من المياه التي استخدمت لتفتيت الصخور التي واجهتها عمليات الحفر ليل الجمعة والسبت الماضيين. وأوضحت ل«عكاظ» مصادر في الدفاع المدني أن طبقات التربة التي وصل لها الحفر باتت أكثر سهولة، ما أدى إلى تسارع وتيرة عمليات الحفر، مشيرة إلى أنه وفي حال بقاء الطبقات على هذا الحال فإنه من المتوقع الانتهاء من حفر البئر الجديدة اليوم، لتبدأ بعدها مرحلة تكييس البئر لمنع الانهيار وحفر الخندق الموصل للبئر الضيقة التي سقطت الفتاة داخلها. مخطط بياني لمسرح الحادث الدفاع المدني الذي تنتشر فرق إنقاذه ومعداته وآلياته الحديثة في الموقع وضع مخططا يتم من خلاله رسم طريقة انتشال الفتاة، حيث جرى رسم البئرين القديمة والجديدة وتم شرح طبقات التربة في مخطط عنون ب«حادث سقوط امرأة داخل بئر ارتوازية». وتبين في المخطط أن الخندق الذي سيتم حفره سيبلغ قطره مترا واحدا، وطوله يصل إلى 160 سم يسمح للغواصين وفرق البحث بالاختراق. قاضي محكمة أم الدوم العامة وقف على الموقع البارحة الأولى واطلع على سير العمل ومحاولات استخراج الفتاة، كما زار أسرتها وقدم لهم المواساة والوعظ. إلى ذلك، تراجع المستشار القضائي والعلمي الشيخ صالح سعد اللحيدان عن تحليلاته حول اختفاء فتاة «مقر شنيف» التي كان قد ذكرها في «عكاظ» يوم الأحد الماضي، وقال ل«عكاظ»: بعد أن اطلعت على كامل تفاصيل الحادثة وحيثياتها من حيث وجود الشعرة في البئر، وتأكيد حاسة الكلاب البوليسية، والتحقيقات التي أجرتها الجهات المختصة، والروائح التي بدأت تنبعث من البئر، وإحداثيات جوال المفقودة، وغيرها من الدلائل؛ أرجح «بنسبة عالية جدا» أنها سقطت في البئر. وأضاف اللحيدان: أرجح كذلك أنها تحللت داخل البئر، لأن ماء البئر وخاصة القديمة منها فيها مادة كبريتية تعادل ما يقارب 70 في المائة من المواد الحمضية، وهذا كفيل بتحلل العظام واللحم مباشرة. يشار إلى أن الفتاة سقطت داخل البئر الضيقة الأحد قبل الماضي، وتتواصل محاولات استخراجها منذ ذلك الوقت وحتى اليوم. تتولى مهمة الإنقاذ ومحاولات العثور على الفتاة فرق الدفاع المدني بقيادة العميد محمد الشهري، كما شاركت في عمليات المساندة العديد من الجهات الحكومية والخاصة، أبرزها هيئة المساحة الجيولوجية، الجمارك، أرامكو، وشركة معادن، إلى جانب الجهات الأمنية، أمانة الطائف، وبلدية المويه.