تمر على كل امرأة فترة من الشهر تكون فيها متعبة وعلى غير طبيعتها وتكون حالتها النفسية سيئة. وتعرف هذه الحالة طبيا بتوتر ما قبل الدورة، وتتمثل في حدوث أعراض جسدية ونفسية مزعجة قبل موعد الدورة بأسبوع أو أسبوعين، وفي معظم الأحيان تختفي هذه الأعراض بمجرد نزول الدورة. وبعض هذه الأعراض تكون جسدية كالانتفاخ الذي قد يصل لدرجة لا تستطيع فيها المرأة ارتداء ملابسها التي اعتادت عليها وقد يزيد وزنها كيلوين أو أكثر. وقد تشعر أيضا باحتقان وآلام في الثديين وتقلصات في البطن وصداع نصفي شديد وتكسير في العظم وقيء وغثيان وفقدان للشهية وإجهاد وتعب في جميع أنحاء الجسم. أما الأعراض الأخرى فنفسية، كالاكتئاب والإرهاق والأرق وقلة النوم والتوتر والانفعال وسرعة الغضب والبكاء لأتفه الأسباب والميل لأكل الشوكولاتة والحلويات بكثرة، بالإضافة إلى عدم الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية. وتختلف الأعراض من امرأة لأخرى، فواحدة قد تعاني من الأعراض الجسدية، بينما الأخرى تعاني من الأعراض النفسية أو كلاهما معا، كما أن حدة الأعراض تختلف أيضا من امرأة إلى أخرى، وفي نفس المرأة من شهر إلى آخر، ففي بعض الشهور تخف حدتها، وفي بعضها الآخر قد لا تستطيع أن تغادر الفراش من شدة الألم. كما أن للوقت والأحداث الأخرى في حياة المرأة كالزواج والحمل والولادة مثلا دورا في تغير صورة الأعراض فتكون للأفضل عند المحظوظات وللأسوأ عند غيرهن. ويعتقد البعض أن هذه الأعراض ليست إلا «دلع حريم»، وهذا مخالف للواقع، فالحقيقة أن توتر ما قبل الدورة حالة طبية مثبتة تحدث في الغالب نتيجة تفاعل الجسم مع تغير مستوى الهرمونات. أعرف أنه من الصعب على الرجال أن يفهموا أو يتخيلوا مدى ما تعانيه المرأة في هذه الفترة، ولكن صدقوني المساءلة ليست «دلع حريم»، ولكنها أزمة حقيقية تتكرر كل شهر، وهي ليست بسيطة كما ولا كيفا كما نتصورها نحن الرجال، فمن حيث الكم نجد بحسبة بسيطة أنها تمثل سنين من عمر المرأة، أما من حيث الكيف فحدث ولا حرج. * استشاري أمراض النساء والولادة ومتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 190 مسافة ثم الرسالة