أنا كبرت يا دكتور وراحت عليا.. أنا خلاص دخلت سن اليأس.. يعني هناخذ زماننا وزمن غيرنا؟ أسمع هذه التعبيرات وغيرها من نساء في سن الأربعين. ففي الأربعين، تدخل المرأة مرحلة من الحياة طالما خشيتها وانتظرتها بقلق، مرحلة تشعر فيها بالخوف من تقدم العمر وهجوم علامات الشيخوخة. قد تستسلم الكثيرات لأفكار ترى أن على المرأة أن تدفع ثمن أمومتها من صحتها وجمالها، وأن انقطاع الدورة الشهرية يعنى أن حياتها قد انتهت, ولكن هذا غير صحيح، فانقطاع الدورة لا يجب أن يكون شيئا مخيفا، فهو مجرد مرحلة يمر فيها جسد المرأة بتغيرات هرمونية في الأساس، ولا يرتبط بالضرورة بأمراض، ولا يعنى أبدا الضعف ولا الانكسار. ولا يعني أيضا فقدان مباهج الحياة، بل على العكس تظهر الكثيرات فى هذه الفترة ميولا أكبر للاستمتاع بالحياة والعلاقة الزوجية، ويرجع ذلك إلى توقف القلق من حدوث الحمل ومن المشاكل المصاحبة للدورة التى تعرفها كل النساء. نحن نعرف أن بعد الأربعين تحدث تغيرات مختلفة في جسم المرأة، كالميل للسمنة مثلا، وهناك أيضا تغيرات نفسية عديدة، بعضها ناتج من تغيرات الهرمونات، والآخر ناتج عن استعداد المرأة النفسي لتقبل هذه المرحلة. ولكن من المؤكد أنه لا وجود «لليأس»، ففى القرآن الكريم صياغة دقيقة لهذه الكلمة حين حددها سبحانه تعالى باليأس من المحيض، وليس اليأس من الحياة بوجه عام, وأيضا، المصطلح الإنجليزى لهذه المرحلة «مينوبوز» لا يحمل أية دلالة على اليأس!! ولكنه ترجم فى بعض القواميس على هذا الشكل، وما زال مع الأسف يتم تداوله بالمعنى الخاطئ. والسؤال، هل يجب أن تخاف المرأة من الأربعين؟ لا.. طبعا، فالأمور الآن قد تغيرت، والوقت يجري بمعدل أسرع، وأصبحت النساء يبدأن الحياة الحقيقية بعد الثلاثين، وتكون المرأة في قمة النضج والأنوثة والتألق في الأربعين. لذلك يجب على كل امرأة أن تلقي بالأرقام خلف ظهرها وتدخل الأربعين كما قال محمود درويش وهي «بكامل مشمشها»، فالعمر لا يجب أن يحسب بالأرقام ولا بعدد الأنفاس التي نخطفها، ولكن.. باللحظات التي تخطف منا الأنفاس. ... وللحديث بقية. [email protected] * استشاري أمراض النساء والولادة ومتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 190 مسافة ثم الرسالة