أوجب الإسلام احترام وتوقير كبار السن وحث عليه، قال صلى الله عليه وسلم «ما أكرم شاب شيخا من أجل سنه إلا قيض الله له عند سنه من يكرمه»، و «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم»، «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر» لكبار السن تقدير واحترام رفيع ولا شك في ذلك ولكن هناك ما يكون من الذوق الخلقي الرفيع في التعامل مع كبار السن ممن نلتقي بهم في الأماكن العامة أو أي أماكن أخرى. قد يهذي المسن بأحاديث لا قيمة لديك بشأنها فاحترمه وقدر سنه واستمع له. وتذكر اللهم ارحمنا في أرذل العمر، في كثير من الأماكن العامة المزدحمة كالمستشفيات يلزم بها الجميع بانتظار المواعيد فكن ذا حس صادق ولا تجلس وتدع كبار السن يقفون متكئين على الجدار، تذكر أن المسن يتضايق من وحدته ويفرح كثيرا عندما يلتقي بالآخرين لذا رحب به إن بادر الحديث معك واسأله عن أحواله وشأنه ولاحظ مدى سعادته. إذا تسبب المسن في إسقاط شيء في مجلس أو عرقلة للنظام في مكان فلا تقابله مباشرة بالكلمات المخطئة أو المشفقة بل أصلح الأمر بصمت وغير مجرى الحديث. قد يعاني معظم المسنين من ضعف السمع والبصر والنطق لكنه يتجاهل ذلك فكن ذا لباقة ولا تطلب منهم تكرار ما يقولونه أو تريهم ما يريدونه بسرعة أو حتى تتحدث إليهم بصوت منخفض وسريع. يتمتع كبار السن في الدول المتحضرة بمزايا عديدة، وتنص قوانين هذه الدول على أن الدولة يجب أن تكرم مسنيها، تقديرا لما قاموا به أثناء حياتهم الطويلة، واعترافا بقيمة الشخص كإنسان يستحق التكريم خلال السنوات الأخيرة من عمره. فإذا ألقينا نظرة على الكلمات المكتوبة على ظهر البطاقة التي يحملها كبير السن، نجد هذه الكلمات، أو مثلها، موجهة من الدولة، إلى من يعنيهم الأمر: «حامل هذه البطاقة هو شخص له قيمته في المجتمع، برجاء معاملته بكل احترام، وتقديم أقصى مساعدة له». سعيد هندي السلمي محافظة الكامل