تخيل أن هناك أخا وأختا تخرجا من الجامعة في المدينةالمنورة على سبيل المثال، فذهب كل منهما إلى جدةوالرياض دون إذن من الأسرة، أو لنفرض أنهما عاقان كما يقال عرفا، وهذا الاختفاء أثار مخاوف الأسرة، وتم الإبلاغ عن اختفائهما أو هروبهما من المنزل للشرطة. لنفترض أن الشرطة عممت على باقي الأقسام بنفس المدينة وباقي المدن، وأن شرطة منطقة مكةالمكرمة وجدت الفتاة، القانون سيفرض إيداعها في دار الحماية الاجتماعية، كما أكد الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر بقضية فتاة المدينةالمنورة التي هربت من منزل أسرتها، وأنهم ينتظرون حضور أحد أقربائها للتأكد من صحة أقوالها، وبالتأكيد لاستلامها، وأن هذه القضية يتم متابعتها من قبل مدير شرطة جدة شخصيا. في نفس الوقت وفي مدينة الرياض وجدت الشرطة الابن الذي اختفى أو الهارب أو العاق، بالتأكيد لن تضعه في دار الحماية الاجتماعية، ولا هو مدير شرطة الرياض سيتابع القضية شخصيا، وكل ما سيقال لهذا الشاب: إن أسرتك قلقة عليك، وأن عليه أن يطمئن أسرته، وسيرسل لشرطة المدينةالمنورة أن الابن وجد بالرياض، وستبلغ الشرطة الأسرة أن ابنهم بالرياض، وأن الشرطة رجته بأن يهاتف أسرته ليطمئنهم، وتنتهي الحكاية بطريقة مختلفة عن ما حدث لأخته. هذه القصة تخبرنا أن هناك قانونا للرجل وآخر للمرأة، وهذا يعتبر في مفهوم الدولة الحديثة تفرقة، فهل يمكن وضع قانون واحد للجميع، وليس مهما هل يحدث للشاب ما حدث للفتاة وأن يوضع في دار الحماية الاجتماعية إلى أن تستلمه أسرته، أم تحصل الفتاة على الحرية التي يتمتع فيها الشاب ولا يتم وضعها في دار الحماية؟ المهم أن يوضع قانون واحد لكل المواطنين، فالدولة الحديثة أو دولة المؤسسات التي نعيشها، هي مختلفة تماما عن الدولة قبل ألف عام، حين لم يكن هناك مؤسسات تحقق الأمن، لهذا كان أهل مدينة ما حين يريدون السفر من مدينة لأخرى، يذهبون بقوافل ويستأجرون محاربين لحمايتهم، وكانوا في أغلب الأوقات يتصادمون مع قطاع الطرق ينتصرون عليهم أو تسرق أموالهم وتسبى نساؤهم. اليوم يمكن لأي فرد أن يركب سيارته مع أسرته ويجوب كل المدن، وهو مطمئن أنه لن يقابل قاطع طريق، فهل نعيد النظر في مسألة ولي الأمر حسب المتغيرات والظروف، وأن الدولة بمؤسساتها هي من أصبح ولي أمر المواطن والمواطنة، وأن يكون هناك قانون واحد لهما. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة