في هذه الأيام سوف يعقد في بلادنا مؤتمر «الرعاية الصحية المنزلية» وأعتقد أنه المؤتمر الثاني! وقد تم الإعلان عن المؤتمر المنتظر .. وكل جلساته تقدم الحل النظري الذي ينتظر التجسيد على الواقع الحقيقي .. والحقيقة حتى هذه اللحظة لا يوجد لدينا ما يسمى الرعاية الصحية المنزلية بمعناها الحقيقي المتكامل!! وأسلوبها لم يتناول أداء المهام الأساسية للمرضى المحتاجين لها كما ينبغي للمريض «المنزلي» من حقوق وخدمات وواجبات!! والمؤتمر يتطرق إلى الرعاية المنزلية (المثالية) ويلح عليها، ولكنه يجب أيضا أن يتطرق إلى واقعها الحقيقي غير القادر على تغطية الاحتياجات الأساسية للمرضى الذين لا يجدون (السرير) في المستشفى ولا غرفا في المستشفى الحكومي العاجز عن القيام بأدواره بحجة كثرة أعداد المرضى والمراجعين وزيادة الطلب على الخدمة الطبية وكأنهم يلومون الناس لماذا تمرضون وإحنا ما عندنا (أسرة) شاغرة ولا عندنا إمكانات كافية! حتى ممرضات كافيات ما عندنا!! وإذا خرج المريض إلى منزله لعدم وجود السرير الشاغر تركه المستشفى لذويه! والرعاية الصحية الحالية في المستشفيات إذا زارت المريض فزيارتها مرة في الشهر أو كل أسبوعين مرة يعني مرتين في الشهر!! وحتى إذا زارته تحتاج إلى تنفيذ تعليماتها بدقة ولا تقدم له في سبيل ذلك ممرضة ترعاه على أن يدفع راتبها المستفيد من خدماتها أي المريض وذووه فمثل هذا الإجراء لا تقوم به وتعجز عنه بل تطلب أن يكون أحد أفراد أسرة المريض مرافقا له يرعاه وينفذ تعليماتها.. فماذا يفعل المرافق إذا كان لديه وظيفة تتطلب الدوام اليومي؟! هل من حق المرافق إجازة مرافقة مع أمه أو أبيه المريضين أحب الناس إليه وأحقهم بالبر والرعاية والإحسان والوفاء، لا طبعا النظام يمنع إجازة مرافقة للمريض الأم أو الأب يعني.. مرض وخراب!! هذه هي الأنظمة الوظيفية! ثم لا يشغلنا إعلاميا سوى الحديث عن زواج المسيار ونكاح الصغيرات وكأننا مجتمع لا تنقصه غير المتع الجسدية. آمل أن يغير المؤتمر قناعات المسؤولين عن الرعاية الأولية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة