سنقوم في وزارة الصحة بتسيير فرق صحية تقدم الخدمات العلاجية للمواطنين في منازلهم دون الحاجة إلى مراجعة العيادات والمستشفيات! - يعني يصير عندكم (طال عمرك) توصيل منازل؟ يعني دلفري مثل مطاعم الوجبات السريعة مثلاً؟ أنا ما أمزح معك، تقديم الخدمات للمرضى غير القادرين على زيارة المستشفى! - حلو، طيب ممكن واحد سرير لو سمحت؟ كيف يعني؟ - يعني عندي استعداد تام لنقل أمي حتى لو في بطانية أو شرشف، بس يكون فيه عندكم سرير شاغر، لاحظ أني أقول لك سرير شاغر، وليس وظيفة شاغرة، وهذا موضوع طويل جدا (طال عمرك) لأن أولادكم خريجو الكليات الطبية والعلمية والمعاهد الصحية متناثرين في مقاهي (التحلية) من غير وظائف. يا أخي نحن نعمل وأنتم ما عندكم إلا الثرثرة، سنقوم بتطوير الخدمات الطبية في المراكز الصحية في الأحياء. - لكن أنا «أبغى» سرير! سنقوم بتعزيز تأمين الأدوية الصحية والمستلزمات الطبية، وسنقوم بتأهيل المراكز الطبية والمستشفيات والمدن الطبية الضخمة! - لكن أنا «أبغى» سرير! سيصبح لكل مستشفى مجموعة طائرات إخلاء طبي تنقل أي مريض من أنحاء المملكة بلمحة بصر، فقط بتقرير من الطبيب خارج المدينة، حتى يمكن أن نجعل الطائرات تهبط فوق سطح منزل المواطن، وليس فوق المستشفى مثلاً. - لكن أنا «أبغى» سرير فقط! يا أخي أنتم ما تتركوننا نعمل بهدوء، ستدخل بلدنا في موسوعات عالمية في إجراء العمليات النادرة، وسنطبق معايير الجودة العالمية عندنا، لنحصل على شهادات الاعتماد الدولية. - طال عمرك ما «أبغى» شهادة، فقط سرير من فضلك! يا ابني نحن عندنا خطة إستراتيجية سننفذها على مدى عشرة أعوام، سنرفع مستوى الجودة، سنراقب الأداء، سنستقطب كوادر طبية مؤهلة، سنخصص لكل أسرة طبيبها الخاص، سيأتي طبيب الأسرة إلى بيتكم، لمتابعة كل الحالات الطبية عندكم! - ويجيب معه سرير؟ أنا «أبغى» سرير طال عمرك! يا أخي من اليوم وأنا أشرح لك خططنا وإستراتيجياتنا الطبية على مدى سنوات، وأحلامنا بتطوير الصحة في البلد، وأنت ما عندك غير «أبغى» سرير!. -يا طويل العمر، احلموا على كيفكم، لكن أنا ما عندي «سرير» لأمي المريضة، حتى تحلم مثلكم وهي نائمة على سرير!. كيف يعني؟ -يعني أمي محرومة من دخول المستشفى لأن الأسرّة (طال عمرك) مشغولة كلها، وما لقينا حجز، ما هو حجز الخطوط السعودية، لا والله، أصلا نحن لا نحلم بالسفر إلا إذا عندكم لنا سفر للعلاج، نحن (طال عمرك) نحتاج سرير «حبة واحدة» لأمي المريضة، ومن غير طائرة إخلاء، أنتم أعطوني حجز سرير، وأنا أتكفّل أجيب أمي بصندوق سيارتي «الهايلوكس».. بس «أبغى» سرير قبل ما أدوّر على «قبر»!.