مقولة من وجهة نظري صحيحة، إذ مهما بلغت شدة معاناة الفرد، فهناك من معاناته أشد، وهي جملة القصد منها القناعة، والتذكير بنعم الله وتثمينها غاليا، مهما صغرت في عين صاحبها، لكن أن يتم استخدام هذه الكلمة من بعض المديرين والمسؤولين لتثبيط عزائم الموظفين، وصرف المجدين منهم عن التطلع لمزيد من حسن الأداء والشفافية، فهو إسقاط في غير محله، وأمر يرفضه كل عاقل مخلص. بعض المديرين هداهم الله يرى أن إدارته في أفضل حال! ويحاول جاهدا أن يقنع منتسبيها أنهم في نعمة كبرى! وأن وضعهم الوظيفي كان يمكن أن يكون أسوأ، مثل إدارة فلان ومؤسسة علان، وهذه المقارنة غير السوية، تساعده على تبرير تقاعسه عن أداء مهامه، وتراخيه عن تطوير أنظمة إدارته وخدماتها، وهي مقولة: «لذر الرماد في العيون». فإن تقدم له أحد الموظفين بمشروع لتطوير أداء المنشأة، أو فكرة تعود على مراجعيها بالخير، لا يكلف نفسه عناء النظر فيها، ويستكثر رفعها إلى الجهات المختصة لدراستها، ويصر على أن «إحنا أحسن من غيرنا» التي لم يسأم من تردادها على مر سنين تفرده بالسلطة الوظيفية، فيلجأ إلى تهوين الفكرة واستسخافها، أو إظهار استحسانه لها، ثم دفنها في غياهب الأدراج، في محاولة لثني الموظف عنها، وبث الإحباط في نفسه، عله «يطفش»، فيكتفي المدير شر القتال، ويلتفت إلى جدول أعمال «أكثر أهمية»!!. إن توظيف «إحنا أحسن من غيرنا» في غير سياقها، تعزيز لسياسة قبول الأمر الواقع، وسبب في التخلف الإداري المخجل، وعامل من عوامل الخمول المهني، والشلل الوظيفي، تصيب الموظف بالإحباط، وتجعله ينتظر على أحر من الجمر ساعة انتهاء الدوام، ليخرج من أجواء الكبت والنكد والمنغصات. أقترح اعتماد نظام «تدوير المناصب الإدارية» في كل مؤسسة ومنشأة حيوية، بصورة دورية، للحد من «التخثرات» الوظيفية، وتجنب «الجلطات» الإدارية، لما في ذلك من تحفيز للإداريين والموظفين على الإبداع، وبذل أفضل ما في جعبتهم في وقت محدد، وسنوات معدودة، تحسب لهم، أو يحاسبون عليها. * استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم [email protected]