أوضح مدير عام الدفاع المدني في منطقة عسير اللواء عبد الواحد الثبيتي أن ظروف كل حادث هي التي تفرض أسلوب التعامل معه؛ من حيث الموقع والظروف المحيطة به، ولكل حادث ظروفه التي يتم التعامل معه من خلالها. وأبان اللواء الثبيتي في حوار مع «عكاظ» أن هناك تنسيقا مع جهات حكومية للقضاء على أصحاب البلاغات الوهمية. وأشار مدير عام الدفاع المدني في منطقة عسير أن إدارته تمرر التحذيرات الخاصة بالسيول والأمطار الواردة من رئاسة الأرصاد وحماية البيئة للجهات ذات العلاقة؛ كالصحة والطرق والهلال الأحمر لتنفيذ ما يخصها من إجراءات وقائية.. إلى تفاصيل الحوار: • يرتبط الدفاع المدني في كثير من مهماته بأجهزة أخرى، فهل هذا مدعاة لتشتيت الجهود؟ جهاز الدفاع المدني متعدد المهمات، كونه معنيا بحماية الأرواح والممتلكات، وتعدد مهماته لا يقلل من جهوده، كما أن الهيكل التنظيمي للجهاز قد راعى هذه المهمات وأخذها في الاعتبار. ولدينا كوادر بشرية وتجهيزات آلية وفنية قادرة على تنفيذ المهمات على الوجه المطلوب. • هناك أحياء شعبية في أبها ضيقت المداخل فكيف تتعاملون مع الإنقاذ السريع أثناء الحوادث؟ يبذل رجال الدفاع المدني جهودا مضنية في سبيل مواجهة الحوادث التي تقع في مثل هذه الأحياء، ونظرا لعدم قدرتنا على تغيير جغرافية المكان فإنه يتم التعامل مع مثل هذه الحوادث حسب مواقعها، ولدينا سيارات إطفاء ذات أحجام صغيرة تتناسب مع تلك الأماكن. • وهل لديكم في عسير آليات كافية لإنجاز مهماتكم على الوجه الأكمل؟ وفرت الدولة أحدث التجهيزات والآليات التي تضاهي مثيلاتها من دول العالم المتقدمة والتي تساهم في مواجهة واحتواء أي حادث، حيث دعمت المنطقة بأحدث أنواع الآليات الحديثة المتطورة سواء سيارات الإطفاء، الإنقاذ، الإسعاف، المعدات الثقيلة، الإسناد الميداني، حيث أخذت في الاعتبار تضاريس المنطقة المتنوعة وفق خطط احتياج الجهات، وحظيت المنطقة بالدعم في هذا الجانب. وهناك خطط مستقبلية لدى المديرية العامة لدعم الآليات وتحديثها في المنطقة أولا بأول، ومركز الدراسات والبحوث في المديرية العامة للدفاع المدني معني بهذا الشأن وله دور بارز. • عرف عن أهل عسير استخدامهم للحطب من أجل التدفئة، فما طرقكم في التعامل مع ذلك؟ استخدام الحطب كوسيلة للتدفئة يعتبر جزءا من ثقافة هذا البلد وموروثا شعبيا أصيلا، ولكن هناك محاذير عند استخدامه خصوصا في الأماكن المغلقة، حيث تكمن الخطورة في التعرض لغاز أول أكسيد الكربون الناتج عن إشعال الحطب أو الفحم للتدفئة بوصفه قاتلا خفيا؛ نظرا لأنه عديم اللون والطعم والرائحة، إضافة إلى أنه شديد السمية، فكثير من الناس يقومون بإشعال الحطب والفحم داخل الخيام أو الغرف دون مراعاة السلامة، إذ إن الإنسان إذا استنشقه يؤثر على خلايا المخ ويؤدي إلى خمول وتثاقل يعجز عنده عن الوقوف أو حتى طلب الاستغاثة، مما يتسبب في وفاة الإنسان في كثير من الأحيان في مدة وجيزة من الدقائق، لذا يجب مراعاة أصول السلامة والوقاية عند استخدام الفحم أو الحطب في المخيمات البرية، حيث يجب مراعاة إشعال الفحم أو الحطب خارج الأماكن المغلقة، والحذر عند اشتداد الهواء أو الرياح ويفضل عدم إشعالها لخطورة تبدد الشرار وارتفاع ألسنة اللهب وحدوث حريق في المكان، وعند إدخاله إلى المكان المراد تدفئته تفتح النوافذ والأبواب لمرور تيار الهواء النقي لتفادي الاختناق أو التسمم بغاز أول أكسيد الكربون، كما يجب إبعاد الفحم أو الحطب عن المواد سريعة الاشتعال كالوقود أو الفرش أو الملابس أو رواق المخيمات، والتأكد التام من إطفائها عند النوم، ويبقى دور التوعية هو الفيصل في هذه المسألة والمديرية العامة للدفاع المدني ممثلة في الإدارة العامة للعلاقات والإعلام تبذل جهودا توعوية لتأصيل مبدأ السلامة العامة ومن ضمنها محاذير التدفئة بالفحم أوالحطب، ولا شك أن لوسائل الإعلام دورا مشكورا في إيصال رسالتنا التوعوية بخطورة هذا الجانب بالذات. • يشكل التجمهر حول الحوادث والحرائق مشكلة تربك عملكم، فكيف تتغلبون على ذلك؟ الفضول طبيعة بشرية وليست سلوكا خاصا بمجتمعنا، وضررها أكبر بسبب إعاقة عمل الأجهزة الأمنية وإرباك الجهود، ولعلي أجدها فرصة لتوجيه رسالة إلى الإخوة المواطنين بعدم التجمهر حول الحوادث لإعطاء الفرصة لمعدات وآليات الدفاع المدني والجهات الأخرى المسانده لتنفيذ دورها. • هناك بلاغات قد ترد إليكم بخصوص حادث أو حريق أو احتجاز وبعد الوصول إلى الموقع المزعوم تجدون أن البلاغ غير صحيح، فهل من إجراءات تتبعونها للحد من هذه الظاهرة السلبية؟ نعم هذا صحيح، حيث إننا نتعامل مع أي طلب أو اتصال أو نداء استغاثة بكل مصداقية وجدية، ولدينا آلية متبعة وتنسيق مع الجهات الأمنية الأخرى لمعالجة هذه الظاهرة. • التفريغ غير الآمن للوقود داخل خزانات المحطات قد يؤدي إلى كارثة، ولكم في محطة الوقود التي انفجرت قبل أيام على طريق خميس مشيط أبها خير مثال، فما الطريقة الآمنة للتفريغ؟ المحطات تنتشر في جميع أنحاء العالم في داخل الأحياء وعلى الطرقات ومتى التزم أصحابها بتعليمات السلامة فهي آمنة، وكذلك هي محل متابعة وهناك كشف دوري ومفاجئ بين الحين والآخر، وهناك تعليمات خاصة بعملية التفريغ في المحطات تنظمها أنظمة ولوائح وتعليمات السلامة لمثل هذا النشاط، تتضمن التفريغ عن طريق الكبس، والتأريض لتفريغ الكهرباء الساكنة من خلال تأريض جسم الشاحنة والمعدات المستخدمة في التفريغ، وكذلك إيقاف الأنشطة داخل المحطة أثناء عملية التفريغ. • حالات السقوط من الأماكن المرتفعة في عسير ذات التضاريس الصعبة تحتاج من رجال الدفاع المدني إلى احترافية في التعامل معها، كيف يتم تأهيلهم لمواجهة مثل هذه الحوادث؟ أن ظروف كل حادث هي التي تفرض أسلوب التعامل معه من حيث الموقع والظروف المحيطة به، ولكل حادث ظروفه التي يتم التعامل معه من خلالها. أما عن التأهيل، فنود أن نوضح أن تدريب منسوبينا مستمر طوال العام في خطين متوازيين، أولهما ضمن دورات تدريبية مبرمجة وفق مسار تدريبي محدد تمليه الاحتياجات الميدانية، وثانيهما ضمن برنامج تدريبي على رأس العمل داخل مراكز الدفاع المدني وهو يغطي جميع التخصصات، ويشمل أيضا تفقد المعدات والآليات والتجهيزات للوقوف على جاهزيتها، والتدريب على استخدام الحبال في الإنقاذ في الجبال والمنحدرات الصعبة. • كم عدد الحوادث التي باشرها الدفاع المدني في عسير للعام الماضي (1431ه)، وما تلك الحوادث؟ هناك نسب مئوية، ولدينا إدارة معنية بالإحصاء في المديرية العامة للدفاع المدني ترفع لها إحصائيات الحوادث بكل دقة، كون الحوادث أيا كانت توثق سواء في سجل المناوبة اليومي أو بيانات الوقوعات اليومية التي تشعر بها إمارة المنطقة والمديرية العامة للدفاع المدني على مدار الساعة، أو من خلال التسجيل والتوثيق في غرف العمليات في عموم مناطق المملكة، وهذه الجهة هي المعنية بالبحث في أسباب زيادة الحوادث أو وقوع حوادث من نوع معين في منطقة ما، وتتم مناقشة الأسباب بالتنسيق مع إدارة التحقيق ومن ثم الخروج بالتوصيات التي من شأنها الحد من الحوادث ومن ثم تبلغ بها إدارات المناطق كافة. • لا تزال مشكلة السيول هاجسا موسميا لأهالي عسير، فما الآلية المتبعة من قبلكم لمواجهتها؟ يعمل الدفاع المدني على تمرير التقارير والتنبيهات الجوية الواردة من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ممثلا في مركز القيادة والسيطرة إلى غرفة المراقبة في شرطة منطقة عسير، عمليات المرور، الهلال الأحمر، إدارة الطرق والنقل، طوارئ الشؤون الصحية، لتتولى كل جهة المبادرة بتنفيذ ما يخصها من إجراءات وقائية. كما أن الدفاع المدني يسيير دوريات السلامة سواء في العقبات لمتابعة الأحوال الجوية، مع تحذير المواطنين والمقيمين المتواجدين في المناطق التي تشكل خطورة كالأودية والمناطق المنخفضة، وتتولى الجهات الأمنية مسؤولية التحكم في إغلاق طرق العقبات كإجراء احترازي، حفاظا على سلامة مرتادي العقبة متى ما تطلبت الحالة ذلك وإعادة فتحها عند زوال الخطورة بالتنسيق مع الجهات الأمنية الأخرى، إلى جانب مباشرة أي طارئ يتطلب تدخل الفرق الأرضية أو طيران الدفاع المدني وتفعيل خطط الإسناد والدعم بين مراكز وإدارات الدفاع المدني في المنطقة، حسب ما يتطلبه الموقف، ويبقى للالتزام بأمور السلامة وتعاون مرتادي العقبات والطرق والمواقع من السائقين والمتنزهين دور كبير؛ باتباع التعليمات عند إغلاق العقبات وعدم التنزه في الأودية أو محاولة عبور السيل حتى وإن كان خفيفا، إذ إن ما يتخذ من إجرءات في هذا الشأن هدفها الحفاظ على الأرواح والممتلكات.