مما ترويه الكتب عن ماري انطوانيت ملكة فرنسا في القرن الثامن عشر للميلاد، أنها حين بلغها خبر ما يعيشه الناس في بلدها من بؤس بالغ إلى حد أن كثيرا منهم لا يجدون خبزا يطعمونه، قالت «إذن، فليأكلوا كيك!! وما تريده الكتب بتناقل تلك الرواية عن ماري انطوانيت هو تبيان نمط شخصيتها وكيف أنها كانت متبلدة الحس تعيش في قصرها المترف في عزلة قصوى عن واقع الناس وهمومهم، غارقة في عيشها الناعم إلى حد جعلها لا تستوعب أن هناك من يمكن أن يبلغ به الفقر درجة أن لا يجد لقمة تسد رمقه وتبقيه على قيد الحياة!! لكن ليس كل من تقلب في نعومة العيش يتبلد حسه كما حدث لماري انطوانيت، هناك بيننا من يرفلون في العيش المترف لكنهم لم يعتزلوا الناس ولم يجهلوا أوضاع المحرومين منهم أو ينسوا مساعدتهم، هناك بين المترفين من لهم إنجازات جليلة في أعمال البر والخير، ومن أبوا إلا أن يشركوا المعسرين في ما عندهم من اليسر، لكنهم وهم يفعلون ذلك، يفعلونه بصمت وعزوف عن الظهور أو سماع التصفيق، التماسا لنيل ما هو أفضل، نيل الأجر من الله سبحانه وحده. من بين هؤلاء المحسنين الأجلاء الأمير عبدالعزيز بن فهد، الذي يتحدث الكثيرون عن وجوده الذي امتد ليوسع على كثير من المعسرين ويبعث الابتسام على شفاه عديد من المحرومين، وكان آخر ذلك حين أصر على أن لا ينفرد بفرحة زفافه بمفرده، وأبى إلا أن يشرك معه فيها ألف يتيم ويتيمة، فيظلهم برداء من محبته يمكنهم هم أيضا من اكتمال فرحتهم، ليدخلوا معه جميعهم إلى عالم الزواج وتأسيس الأسرة. أغلب الناس اعتادوا عند تعبيرهم عن الابتهاج بمناسباتهم السعيدة، أن يقيموا الاحتفالات وأن يعددوا الولائم، وقليل منهم من يعبر عن فرحه أو شكره لرب النعمة والفضل، بإشراك المحرومين معه في فرحته ومد جسور الاحتفالات إليهم لتحتفل معه قلوبهم وعواطفهم كما فعل عبدالعزيز بن فهد، مما يؤكد تشبع سموه بروح التكافل الاجتماعي وحب العمل الطيب والإحسان إلى الآخرين. إن هذا ما يجعلني هنا أتوسم في سموه، المبادرة إلى تخصيص بعض الأوقاف لإقامة مؤسسة خيرية تعنى بأعمال البر التي تشتد حاجة الناس إليها مثل؛ تدريب العاطلين وتأهيلهم وتمكينهم من الحصول على عمل، خاصة النساء اللاتي ليس لهن عائل ويعلن أنفسهن أو أطفالهن، ومثل إقامة بعض المنشآت الصحية أو المدارس في القرى والمناطق النائية والأحياء الفقيرة، التي يقل فيها توفر مثل تلك الخدمات، كي يتيسر على غير القادرين الحصول على ضروريات الحياة مجانا ومن غير مشقة. ومثل إيصال الكهرباء والماء النظيف لبعض الجهات المهملة والمنسية، وإقامة بعض المساكن لإيواء سكان العشش والصنادق الذين لا يجدون لهم مأوى سواها. وما شابه ذلك من الاحتياجات الضرورية للحياة. إن تأسيس مثل هذه المؤسسة الخيرية، سيجعل من سموه مدرسة في الإنسانية يتعلم فيها المنتمون إليها كيف يتجردون من الانحصار في داخل الذات وحدها، ليتفاعلوا إيجابيا مع احتياجات غيرهم ويتعاطفوا مع مشاعرهم. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة