من منا لم يسمع عن الجملة المشهورة عن ماري أنطوانيت ملكة فرنسا التي تحاك حولها حكايات عديدة عن طيشها وعدم رعاية مصالح مواطنيها ونظام دولتها الذي قاد إلى تفكك أوصال تلك الدولة آنذاك وبدأت روح الثورة وخاصة بعد أن أصيبت البلاد بالفقر والقحط الشديد ارتفع معه ثمن الخبز إلى حد لم يكن الفقراء ليستطيعوا شراءه ... ولما أبلغوها أن الشعب لا يجد الخبز كان تعليقها: «وما المشكلة .. فليأكلوا بسكويت»؟! انتهي حكم ماري أنطوانيت بقتل زوجها لويس السادس عشر بالمقصلة، وتم احتجازها ومحاكمتها بشكل مهين .. ثم وفي فجر يوم 16 أكتوبر سنه 1793م اقتادها الحرس إلى عربة الموت حيث ازدحمت الطرقات بالرعاع والثوار وهم يبصقون عليها حتى وصلت العربة أخيرا فنزلت وسارت إلى المقصلة بقدم ثابتة وشجاعة .. وبعد لحظات كان رأسها قد فصل عن جسدها؟! ما ذكرني بهذه المأساة ليس ما حدث لكل من النظامين المصري والتونسي السابقين .. ولكن ما قرأته حول إقبال كبير من أثرياء عرب على الشوكولاته الفاخرة التي يصل سعر القطعة الواحدة منها إلى (272 دولارا)؟ ليس هذا فقط بل الإعلان عن أن مخزون هذا النوع من الشوكولاته كاد ينفد بعد أن باع 68 كيلوجراما من الشوكولاته خلال الأسبوع السابق على عيد الحب ؟! لا يمكن أن يكون لجوء هؤلاء إلى هذا النوع من الشوكولاته هو ارتفاع ثمن الخبز .. أو حتى البسكويت .. فلهؤلاء، بالطبع، أطعمة غير التي يأكلها البشرا!!