أوضح رئيس مؤسسة ذي النورين الخيرية في تنزانيا الشيخ سعيد بن حمد بن عبري عقب تكريم الفائزين في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، أن تنظيم المملكة للمسابقات القرآنية الدولية يعطي دلالة على اهتمام قيادة المملكة بالقرآن الكريم. وطالب القائمين على المسابقة التوسع في دائرة المشاركة لأبناء الأقليات الإسلامية، والدول الفقيرة تشجيعا لأبنائها على حفظ القرآن. وأوضح أن كل مسلم يقدر ذلك الدور الكبير لخادم الحرمين الشريفين في خدمة كتاب الله، مشيرا إلى أن المسابقة تترك عند النشء والشباب آثارا إيجابية كثيرة. ووصف ابن عبري مدارس وحلق تحفيظ القرآن الكريم بالينابيع التربوية لأجيال الأمة «فهؤلاء النشء والشباب يدرسون فيها خير الكلام، ويتنافسون في حفظه في أحب البقاع إلى الله، وهذا يترك انطباعا جيدا لا يمكن أن تزول من قلب الشباب، ويغرس في قلوبهم الاستقرار والطمأنينة والسلوك المستقيم المعتدل». وقال: «أمتنا الإسلامية أحوج ما تكون للاستفادة من حفظة كتاب الله الذين حفظوه بالتدبر، وفهموا معاني الآيات من تفاسيره المعتمدة المستوحاة من سلفنا الصالح، الذين أخذوه من مفسر القرآن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم». وأكد أن «الأمة في العصر الحاضر في محك وتحاط بأعدائها من كل جانب، ويكاد لها في كل صغيرة وكبيرة، ولن تعود إلى عزها ومجدها إلا بالعودة الصادقة إلى كتاب الله، وفهم معانيه، والعمل به، وتحكيمه في جميع شؤون الحياة، وأن هذا لن يتأتى إلا بتربية ناشئة وشباب الأمة على القرآن الكريم والإقبال عليه، وتشجيعهم على حفظه ومنحهم الجوائز على ذلك، ومن ثم إعدادهم كدعاة ومدرسين ينشرون الإسلام الوسط المعتدل في البشرية». وأعرب ابن عبري عن أمله أن تعتني المحاضن القرآنية على تعليم طلابها التطبيق العلمي للمنهج القرآني، وتشجيعهم على تدبر معانيه. وأشار إلى أن المنهج الصحيح للتطبيق العلمي للقرآن الكريم هو الرجوع إلى منهج السلف الصالح ومعلمهم نبينا صلى الله عليه وسلم «فالمقصود من تلاوة القرآن ليس مجرد التلاوة، وتحرك اللسان به دون فهم أو بيان، فأمتنا اليوم هي أحوج ما تكون للرجوع إلى منهج السلف في تلاوة القرآن الكريم وحفظه، وتدبر معانيه، وتطبيقه دون تكلف، ولا تسيب، ولا تحريف، ولا تشدد، ولا تزمت، بل على حقيقته القويمة المعتدلة». وأكد أن «الخوارج ضلوا عن هدي القرآن لأنهم ركزوا على نصوص الوعيد وأهملوا نصوص الوعد، فحكموا على المسلمين بالكفر، والمرجئة ركزوا على نصوص الوعد وأهملوا نصوص الوعيد، فجعلوا العاصي والفاسق مهما عظمت معاصيه وفسقه فهو كامل الإيمان، فهذا هو الإفراط والتفريط، وكلاهما ضرر كبير للأمة».