لمع نجم سليمان الدخيل مدير إدارة التربية والتعليم للبنات في محافظة المجمعة سابقا في السنوات الأخيرة، كأحد المهتمين برصد الأحوال الجوية وهطول الأمطار، وأصبح معروفا في المحافظة لدرجة أن البعض يبحث عنه للاستفسار عن الأحوال الجوية لدقة توقعاته. وكان اهتمام الدخيل بالأحوال الجوية منذ طفولته، حيث كان يعيش خارج المدينة بالقرب من سد المجمعة، بحكم عمل والده مسؤولا عن السد، ما جعله مرتبطا دائما بالأمطار والسيول ومتابعا لها بشكل أكبر، فأخذ هذا الاهتمام يكبر معه، حيث بدأ يتابع حركة السحب ونشأتها واتجاه الرياح، وأخذ هذا الاهتمام ينمو معه ليس من خلال النشرات الجوية بل عبر الإذاعات. واتجه بعدها الدخيل للإطلاع على الكتب المهتمة بهذا العلم، فاستفاد كثيرا في هذا المجال، مشيرا إلى أن كثيرا من هذه الكتب لم تكن دراساتها لأحوال الطقس في الجزيرة العربية دقيقة ومبنية على واقع، وإنما معلومات عامة، ولذلك يرى أنه لابد أن يكون هناك ربط ما بين الواقع والمشاهدة والخبرة. ثم انتقل الدخيل لمتابعة النشرات الجوية الخارجية كإذاعتي الأردن والكويت لدقتها في النشرات الجوية، وعلى سبيل المثال عندما كانت إذاعة الأردن تعلن عن توقع لهطول الأمطار على أراضيها، مصحوبة برياح غربية صباح اليوم التالي، هنا أستنتج أنه مادام المنخفض في الشمال فالرياح عندنا ستكون جنوبية دافئة، وبعد أن تذيع «الأردن» أن الحالة الجوية ستنتهي، أعرف أن الرياح الشمالية ستصل إلينا ويبرد الجو وتنقشع السحب. ويضيف الدخيل، استخدمنا المذياع (الراديو) في وقت مضى ومازال لتحديد سرعة البرق، فكان جهاز الراديو يرصد البرق على جميع المناطق، حتى وصلت نسبة صحة ما نرصده عن طريق الراديو إلى 90 في المائة، واستفدنا كذلك من الهاتف الثابت قبل خدمات الهاتف النقال في وقت مضى، بالتواصل مع المهتمين بمتابعة الأجواء من المعارف في مناطق القصيم، الرياض، وحوطة بني تميم، فعندما أتصل مثلا على شخص في القصيم، ويخبرني بأن الرياح تأتيهم من الشمال، أسأل ما إذا كان هذا الهواء تحت السحاب، فإذا كان كذلك، فلن يصل إلينا، أما إذا قالوا إن هذا الهواء عبارة عن رياح آتية من بعيد فنتوقع وصولها. وأضاف الدخيل أن رصد الأحوال الجوية قد تطور كثيرا مع دخول «الإنترنت» ما يعتبر قفزة في فتح نوافذ على جميع المواقع العالمية المختصة، والتي لا تقتصر على منطقة بعينها، بل في الكرة الأرضية عامة، ومن هذه المواقع وكالة ناسا والانتلكاست والبريطانية ومواقع في الدنمارك وباكستان، وجميعها مواقع تعطي قراءات جيدة للأحوال الجوية. ويضيف الدخيل: لقد تجاوزنا بتوقعاتنا وقراءاتنا المختصين الذين ينتسبون لجهات رسمية، داعيا الرئاسة العامة للأرصاد الجوية لتطوير عملها؛ لتكون أكثر دقّة في توقعاتها وحتى لا يبحث المواطن عن المعلومة من مصادر أخرى، مستغربا في الوقت نفسه التوقعات المسبقة طويلة الأجل لعدة أشهر، باعتبارها توقعات غير دقيقة، وهي وإن صدقت، تكون ضربة حظ لاغير!.